أنت هنا

$0.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
مناسك الحج والعمرة وآداب الزيارة

مناسك الحج والعمرة وآداب الزيارة

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2014

isbn:

978-9933-10-848-9
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$0.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

كتاب " مناسك الحج والعمرة وآداب الزيارة " ، تأليف د. محمد توفيق رمضان البوطي ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
لن أحدثك أيها القارئ عن هذا الكتاب لا قادحاً ولا مادحاً، بل كن أنت القادح له أو المادح.
غير أني لن أحدثك عن أهمية الحج أيضاً، فما منّا أحد إلا وقد عرف مدى أهمية الحج في حياة المسلمين الخاصة والعامة.
ولكني أريد أن نلتقي معاً على سؤال نطرحه، هو: هل يحقق حج المسلمين اليوم إلى بيت الله الحرام جزءاً من الحكمة التي شرع الله الحج من أجلها؟
لو كانت العبرة من العبادة رسمها ومظهرها، لكان في هذا اللقاء الحاشد كل عام عند بيت الله تعالى ما يحل مشكلات المسلمين كلها، ويحقق لهم الخير أجمع.
ولكن مشكلات المسلمين لاتزال قائمة، وإنها لتزداد تعقداً كل يوم. وبلاؤهم ببعضهم لايزال مستحكماً، وإنه ليستشري مع كل حين. وأعداؤهم لايزالون يتربصون بهم الدوائر، وإنهم ليزدادون مع الأيام كثرة ولا ينقصون.
إذن ينبغي أن نتجاوز المظاهر والرسوم إلى مضموناتها التي هي مناط الحكمة ومعين الفائدة للمسلمين كلهم أفراداً وجماعات. وإذا تأملنا في هذه المضمونات وجدنا أكثر المسلمين في غفلة عنها، قد شغلوا عنها بالمظاهر والأشكال، ومن ثَمَّ فإنك قلما تجد شيئاً من حِكَم الحج وآثاره ينعكس بالإصلاح على أي مشكلة من مشكلات المسلمين، وما أكثرها اليوم.
إن من أُولى الفوائد التي شرع الله لها الحج، أن يتلاقى المسلمون من شتات، ويتعارفوا بعد جهالة، ثم يحققوا في ظلال بيت الله معنى قوله عز وجل: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 21/92]، فإذا عادوا إلى بيوتهم جعلوا من أرض الله الواسعة موئلاً لوحدتهم، ودفنوا في باطنها كل حاجز أو سبب للفرقة والشقاق.
أجل، فإن الله تعالى قد جعل - وهو الحكيم الخبير- من شريعة الحج إلى بيته الحرام قمة ثلاثة اجتماعات لمسلمين تندرج في الأهمية والاتساع. أما أولها فاجتماع على مستوى أهل الحي الواحد من البلد، يتكرر في اليوم خمس مرات، وقد شرع الله له صلاة الجماعة، أما ثانيها فاجتماع على مستوى أهل البلدة الواحدة، يتوالى مع كل أسبوع، وقد شرع له صلاة الجمعة، وأما ثالثها فاجتماع على مستوى العالم الإسلامي أجمع، ويتوالى في كل عام، وقد شرع له الحج إلى بيت الله الحرام.
وحسبك من أهمية الوحدة في حياة المسلمين أن ترى كيف أقام الله تعالى ثلاث عبادات من أهم العبادات الإسلامية،
سبيلاً لوحدتهم، ومرقاة إلى تعاطفهم وتضامنهم.
ولكن، أفحقق المسلمون من وراء الحج إلى بيت الله الحرام هذا الهدف الأقدس؟
إذا تلاقى المسلمون في هذه الرحاب أيام الحج، رأيت فيهم بحراً لا يمكن أن تنفصل قطراته، وسمعت لهم هديراً لا يمكن - على اختلاف اللغات - أن تتخالف نبراته، وهزتك منهم عواطف تذيب مما بينهم كل حاجز، وتجمع كل بعيد!.. حتى إذا انتهت المناسك وانفض الحجيج، رأيت أكثر هؤلاء المسلمين قد عادوا شيعاً وأحزاباً، يعرضون عن الكليات الجامعة من قواعد الإسلام وهديه، ويعكفون على الجزئيات الخلافية من أحكامه وآدابه، يقطعون ذلك المعتصم العريض من طريقهم، ويثيرون سبلاً ضيقة متخالفة أمام أهوائهم. أو رأيتهم يعرضون عن الاعتصام بالحبل الإلهي الجامع، ليتنازعوا على مغانم الدنيا المفرِّقة الفانية، ينيمون نبضات التعلق بالله في قلوبهم؛ ليوقظوا لواعج الحقد والحسد والتهاريج في نفوسهم!.. وتبحث عن البحر المائج حول بيت الله، فإذا هو قد تبخر رذاذاً، وتبحث عن الهدير الجامع والعواطف الحرّى، وإذا هو كله قد استحال إلى صيحات خلاف ودخان بغي وشقاق!..