أنت هنا
من رماد النسيان - الأشهب بن رميلة
الموضوع:
تاريخ النشر:
نظرة عامة
الأشهب بن رميلة التميمي، هذا الشاعر المحلّى بقوة الذكاء، ونفاذ النباهة، وساطع الفراسة، كان المقياس الحي المرِن التعبير والإفصاح، في كامل محيطه وأرجاء مجتمعه على اتساع لا يشوّهه ضيق في البصيرة، أو إنحسار في البصر، وإذا كان على هذه الصورة المرسومة، فجدير بنا إذاً، أن نكون حريصين أشد الحرص، على كشف رماد النسيان المتبقي من عواصف مُحرقات عصره، لتبرز لنا زمان ولادته، ومكان نشأته، والقبيلة التي ينحدر منها نسبه، وإذا قلت رماد النسيان، فلأن الباحث المتعمّق في الدراسات الغامضة المستور أكثر عناوينها، قد لا يجد بين يديه أثراً، يُفصح عنها، سوى نثرات رماد تبقّى مما اشتعل من حوادث العاصفات، يدل على احتراقها في طيات أحداث الأزمان، وتستدعيه أن يبذل مهارته وحرصه، على إخراج ما ركد بين تلك الطيّات ليزيّن عصره بتحفة أدبية يشتاقها الطامحون لجلاء ما خفي من بقايا الماضي التليد، والأشهب بن رميلة التميمي يعدّ واحداً من أؤلئك الذين طمرتهم حادثات الزمان، وطوتهم نكبات الأحداث، حتى تسنّى لنا العثور على ما يدل عليه، فتتبّعنا الأثر الدال عليه، بكثير من الصعوبة والجهد، كما توصلنا إلى المخفي والمستور من غوامض حياته الشعرية التي سنطلع القارىء عليها، فيبرز له من خلالها ما قاله اليعسوب بن مثقف الكندي «ليس ما تسمعه أذنك أو تلمحه عينك ممّا هو في محيطك، علماً تتعرف عليه وتكنزه. بل العلم كل العلم، ذاك الذي تنكّب كاهليك من أجل كشف ما خفي من كنوزه، ليعلم الناس أن الثروة هذه التي أجْليت مقدار قدرها، لا تلك المباحة بين سائر الخلق».
مشاركات المستخدمين