5
Average: 5 (1 vote)
رواية "موتى مبتدئون" للشاعر والروائي سليم بركات؛ نقرأ منها:
توقف السنجاب البنيُّ، بعد أربع قفزاتٍ محسوبة بالدِّقة التي يُمليها الخوفُ، تحت شجرة الكستنة الضخمة· دار من حول جذعها العريق نصف دورةٍ يمكِّنُ وثْبتَه من اندفاعتها القصوى· لولبياً تسلق الجذعَ· حمله غصنٌ إلى غصنٍ، طبقةً بعد أخرى، في اتجاه الأعالي، فتناثرت حفناتٌ من الثلجِ العالق بها ـ ثلجِ المشورة التي دَرَج البياضُ على إسدائها للخلاءِ الموحش· استأذن السنجابُ شجرةَ الكستنة إذْ بلغ ذروةَ فضائها الفارغ، قافزاً في اتجاه شجرة الصنوبر· حطَّ عليها في خفَّةٍ كفكرةٍ ارتجلَها أملٌ عابر·
لمس نصلُ السهم القصير ذيلَ السنجاب، وأكملَ صفيرَهُ يائساً· ضرب ماسِيْلْدِي كتفَ غِيْرْمُوهالي بقفازه عاتباً: أخطأت قوسُك الفولاذُ الرميةَ مرتين، اليوم· في معدنها شيءٌ من ذرْق البوم استدار الشابان المتلفِّعان بمعطفين من فراء الثعالب الرمادية، عائديْن إلى أقرانهما الجالسيْنَ تحت عريشة من الأغصان المشتبكة بَدَتْ كغارٍ مسقوف بركامٍ من الثلج·
مشاركات المستخدمين