إن الموضوع الأساسي لمحاضراتي العامة وكذلك الموضوع الأساسي لهذا الكتاب يتلخص في ضرورة التحرك المتكامل النشط من أجل تحقيق أي هدف مهما كان شكله ونوعه.
You are here
قراءة كتاب الغبي ينجح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
وهكذا وخلال قيامي بإلقاء سلسلة من المحاضرات بطريقتي الخاصة عن رحلة كفاحي هذه في الحياة صرت أواجه ظاهرة لم أكن أتوقعها أيضًا. في بداية الأمر كنت أخطط لكي تكون سلسلة محاضراتي هذه وسيلة لتجميع عدد من الممولين والمتعاونين في سبيل تحقيق هدفي الأساسي في سبيل تغيير منظومة الرعاية الطبية باليابان. والحقيقة أنه بفضل هذه المحاضرات ارتفعت أصوات من عامة الناس تطالبني بإنشاء مستشفيات في جميع أنـحاء اليابان تابعة للمجموعة الطبية التي أرأسها، في القرى والمدن التي يسكنها هؤلاء الناس، وحدث بالفعل أن زاد عدد من عرضوا عليََّ مساعداتهم من أجل إنشاء تلك المستشفيات، لكني مع مرور الوقت ومع استمراري في القيام بتلك المحاضرات ظهر تأثير إيجابي آخر لم أكن أتوقعه. فلقد فاجأني بعض القائمين على إدارة مشروعات تجارية، إن أحاديثي قد تفيد إفادة كبيرة في مجال إدارة الأعمال بالشركات. ولقد قال لي واحد من رجال الأعمال الشباب، إن كلامي أثر إيجابياً عليه في إعطائه شحنة كبيرة من الشجاعة للنجاح في عمله. كذلك كان هناك طالب في المرحلة الثانوية قال لي إنه شعر بأنه هو الآخر يستطيع أن ينجز شيئًا ما إذا تحلى بروح الثقة. كانت هذه هي ردود الأفعال في معظم الأماكن التي مررت بها، وصار من يستمعون إلى محاضراتي يتزاحمون بعد المحاضرة وهم يصفقون لي ويطلبون منى أن أوقع لهم بإمضائي، فلقد شكل هذا بالنسبة لي نجاحاً ونتيجة مثمرة لم أحلم بها، وفرحة ما بعدها فرحة. وما حدث بعد ذلك هو إنني ركزت أكبر في المحاضرات على إعطاء شحنة دافعة للناس لكي أحثهم على التحدي من أجل النجاح، بالإضافة إلى الهدف الأصلي وهو استمالة مؤيدين ومعاونين من أجل تغيير منظومة الرعاية الطبية. ولقد استمريت أنادى بالمبادئ والقيم التالية :
"إن المرء عندما يتحدى ويركز في سبيل إنجاز مهمة محددة، ويضع في تلك المهمة كل طاقته، فإن ذلك من شأنه أن يضاعف من قدراته شيئًا فشيئًا ويجعله يحقق وينجز ما لم يكن يتخيله"، أو "إن التحرك والاندفاع أولاً ثم ثانيا ثم ثالثًا. إن التحرك الكامل بكل الطاقة المتاحة يوصل الإنسان إلى الثقة بالنفس بشكل كبير وإلى تغيير الذات.. بل إن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق الأهداف ولتغيير المجتمع الذي يحيط بالمرء".
لقد ازداد عدد الناس الذين تأثروا وتجاوبوا مع مبدئي الذي يمكن أن أسميه "فلسفة التحرك". لقد تجمع عدد كبير من الذين تأثروا بفلسفتي في الحياة وبقصة حياتي بدءًا من الشباب الصغار ومرورًا بشباب رجال الأعمال والعاملين بالسياسة ومجالس التعليم وحتى الأطباء وكونوا جمعية أطلقوا عليها اسم "جمعية الأسود".
وهذه الجمعية هي عبارة عن تجمع من أفراد قرروا التحرك بكل طاقتهم من أجل توظيف أقصى قدراتهم الذاتية خلال حياتهم تلك التي سيعيشونها مرة واحدة فقط. كما فكروا أيضًا في تشكيل جمعية أخرى اسمها "جمعية المتشدقين بالوعود" والتي هدفها هو تحقيق ما يعتبر حلمًا يراود المرء عن طريق التحرك القوي بكل الطاقات والإمكانات. وقد طالبني هؤلاء بأن أكتب من أجلهم ما يشبه الميثاق من أجل شحذ الهمم وتقوية الإرادة. ولهذا كانت هذه فرصة من أجل أن أمسك بالقلم مرة أخرى لأكتب من أجل تحسين منظومة الرعاية الطبية، وإنني سأشعر بالسعادة لو أسهم كتابي هذا ولو بجزء ضئيل في الكثير من الناس وخصوصًا في الشباب منهم، من الذين يرغبون في التحدي بإخراج كل طاقاتهم الكامنة وليس فقط من أجل أعضاء "جمعية الأسود".