You are here

قراءة كتاب الغبي ينجح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الغبي ينجح

الغبي ينجح

إن الموضوع الأساسي لمحاضراتي العامة وكذلك الموضوع الأساسي لهذا الكتاب يتلخص في ضرورة التحرك المتكامل النشط من أجل تحقيق أي هدف مهما كان شكله ونوعه.

تقييمك:
5
Average: 5 (6 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4
طالب طائش من طلاب الثانوية تحمس للتحرك والنشاط:
 
حدث الأمر التالي عندما قمت بإجراء محاضرة عامة في مدرسة من المدارس الثانوية الخاضعة لإشراف إحدى المحافظات.
 
بعد أن انتهيت من إلقاء المحاضرة كنت في طريقي مغادرًا قاعة المحاضرة إلى غرفة الموظفين بصحبة ناظر المدرسة، وفي اللحظة التي انعطفنا فيها عند آخر الردهة وجدت في طريقي طالباً طويل القامة يقف وكأنه بانتظاري وكان ذلك الطالب يرتدي بدلة مدرسية سوداء وطويلة الأكمام، وهي البدلة التي تميز فرق تشجيع كرة البيسبول ويدهن رأسه بالـ (جيل) اللامع، حالقًا جانبي جبهته "على الزيرو" ونظرات عيونه الموجة إليَّ حادة ومتحدية، بحيث كان يبدو من مظهره العام أنه من نوع الطلاب الطائشين "الفتوات". ليس هذا فقط.. بل إن نظراته المسلطة نـحوي كانت توحي بالاستخفاف. أحيانا حين أكون منهمكًا في إلقاء المحاضرة أشعر أنني أتجاوز في حديثي دون أن أشعر، فأستفز مشاعر بعض المستمعين ويبدو أن خصلتي هذه التي لا أشعر بها قد استفزت ذلك الشاب الغاضب.
 
في اللحظة التالية ألتفت نـحوي ناظر المدرسة يطالع وجهي، وكانت تبدو عليه علامات القلق والارتباك. ولكن حين اقترب ذلك الطالب مني ارتسمت فجأة على محياه ابتسامة توحي بخجله وارتباكه، وتتعارض تمامًا مع ملامح وجهه الصارمة، ثم انـحنى أمامي انـحناءة للتحية ثم قال لي: "أشكرك اليوم يا دكتور توكودا على محاضرتك. إن أبواي وأساتذتي في المدرسة يمطراني بالانتقاد وينعتونني بأنني شاب فاشل لا أصلح، ولذلك ودون أن أشعر فقد استسلمت لتلك الاتهامات واعتبرت نفسي بالفعل فاشلاً، ولهذا السبب فقد سلكت على طول الخط سلوكاً سبب كراهية الناس لي، ولكن بعد الاستماع إلى حديثك اليوم شعرت أنني يجب ألا اقتنع بأني فاشل، فإذا عزمت وكانت عندي إرادة، فإنني سأستطيع فعل أي شيء كنت أظنه مستحيلا. بصدق إنني أشكرك كثيرًا".
 
أعتقد أن ذلك الشاب لم يكن يتكلم أمام الآخرين، فقد تفوه بالجمل السابقة دفعة واحدة وبسرعة شديدة تنم عن عدم حنكته في الحديث مع الآخرين، بينما كان شعر رأسه الكثيف الطويل الذي يغطي أذنيه بالصبغة الحمراء يعطي انطباعًا صارخًا، لقد وجدت نفسي هنا أشعر بحرارة تملأ صدري من فرط التأثر، وقلت له: "نعم نعم... شد حيلك ! إنك إذا استغليت إرادتك فلن يكون هناك مستحيل أمامك". وعندما مددت له يدي مد لي هو الآخر كلتا يديه وأطبق بهما بقوة على يدي مصافحًا ثم انـحنى أمامي مرة أخرى بالتحية، ثم انصرف من أمامنا بخطوات سريعة. لقد شيعت ذلك الفتى بنظراتي وهو يختفي بعيدًا، بينما زفر ناظر المدرسة زفرة عميقة وكأنه يتنفس الصعداء ثم نظر إلى وجهي وسألني قائلا:
 
"ما الذي حدث" ؟

Pages