ارتبطت الدعوة، وربما التبشير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بظهور النظام العالمي الجديد، بتاريخ انتهاء الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفياتي، وذلك من خلال إعادة صياغة مفهوم العلاقات الدولية، ومحاولة تنظيمها في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والع
You are here
قراءة كتاب الأبعاد الإستراتيجية للنظام العالمي الجديد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مُــقدَّمـــة
ارتبطت الدعوة، وربما التبشير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بظهور النظام العالمي الجديد، بتاريخ انتهاء الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفياتي، وذلك من خلال إعادة صياغة مفهوم العلاقات الدولية، ومحاولة تنظيمها في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، وحتى الثقافية، وفق منظور الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعد جورج بوش الأب، أحد مهندسي النظام العالمي الجديد، ومن أبرز صناع ذلك المسعى الأمريكي.
ومن نافلة القول، التذكير بأن الإعلان عن النظام العالمي الجديد، قد تم في الأراضي العربية والإسلامية، وكان ذلك خلال حرب الخليج (1990-1991)، حيث صرح بوش الأب عقب تلك الحرب قائلاً: (إن من أهداف الولايات المتحدة الأمريكية إقامة نظام عالمي جديد).
وبالفعل استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية، أن تفرض على العالم نظام التفرد الأمريكي، أو الزعامة الأمريكية، وحددت له الأهداف التالية، والتي نسميها "بالأهداف المعلنة"، للنظام العالمي الجديد، ومن بينها:
- المحافظة على الاستقرار العالمي، من خلال تطبيق قواعد الشرعية الدولية، واحترام دور الأمم المتحدة.
- احترام سيادة كل دولة، واستقلالها، وعدم المساس بوحدتها الوطنية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
- نشر قيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، طبقًا للمعايير الغربية، وكذلك حق الشعوب في تقرير مصيرها، ورفض الهيمنة الاستعمارية.
- تجديد شامل في نظام الحياة سواء على مستوى العلاقات بين الأفراد، والشعوب، والدول، أو على مستوى الإنسان والبيئة.
- إزالة بعض المشاكل العالمية العالقة، ومحاولة إيجاد تسويات لأهم القضايا، حيث إن بقاء أي بؤرة متوترة، وفقًا للمنظور الأمريكي، من شأنها إعاقة تثبيت ركائز النظام العالمي الجديد.
- دمقرطة الأنظمة الدكتاتورية حسب التصور الغربي، وذلك للحفاظ على حقوق الإنسان.
- تحقيق التقدم والازدهار لجميع الشعوب، والدول، وذلك عن طريق عولمة الاقتصاد.
ومع هذه الأهداف البراقة، والمشروعة من حيث التنظير، لم يسلم هذا النظام من موجة حادة من ردود فعل الدول، والمنظمات الدولية، تجاه النظام العالمي الجديد، فمثلاً طالبت العديد من الدول، التي تتميز بتفوقها الاقتصادي "ألمانيا، واليابان"، بحقها في العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي.