النظام الاقتصادي الإسلامي جزء من النظام الإسلامي الذي يؤخذ ككل وهو نظام متميز لا اشتراكي ولا رأسمالي ربوي ديمقراطي، نظام يعالج مشاكل الإنسان كإنسان من خالق الإنسان، كثير من أبناء هذه الأمة- هداهم الله– منهم بحسن نية والآخر بسوء نية وخبث وتضليل أصبحوا وبالاً
قراءة كتاب أفكار ومفاهيم في الاقتصاد الإسلامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
هل النظام الاقتصادي في الإسلام نظام متميز:
أخذ المجتمع الرأسمالي بالملكية الفردية كقاعدة عامة ولا يعترف بالملكية العامة إلا إذا اضطرته ظروف اجتماعية معينة فيتراجع ويأخذ بالتأميم مثلاً ويبقى هذا الخروج حالة استثنائية وأخذ المجتمع الاشتراكي بالملكية العامة وقد تراجعت في وقت ما ورخصت بملكية فردية لبعض الثروات وبقي ذلك استثناء ثم انهار المبدأ ككل. وبناء على ذلك يطلق اسم المجتمع الرأسمالي على كل مجتمع يعتبر الملكية الخاصة مبدأه الوحيد. ويطلق المجتمع الاشتراكي على كل مجتمع يعتبر الملكية العامة هي مبدأه الوحيد فأين الإسلام من ذلك ؟
الإسلام وإن أخذ بالملكية الفردية فلا يسمى مجتمعاً رأسمالياً، وإن أخذ بالملكية العامة فلا يسمى مجتمعاً اشتراكياً وإن أخذ بالملكيتين معاً فلا يكون قد مزج بينهما لأنه كذلك يكون قد أخذ بعقيدتين متناقضتين ومختلفتين مع عقيدته. فالإسلام قائم على أسس وتشريعات مرتبطة بأفكار نابعة من قاعدته الأساسية وهي العقيدة الإسلامية والتي تناقض المفاهيم والقيم التي قامت عليهما الرأسمالية الحرة والاشتراكية الماركسية. رأى فريق من المسلمين أن الأسلوب الأمثل لتجاوز تأخرنا التنموي ولبناء اقتصاد قوي قادر على النهوض بالبلاد العربية والإسلامية المتخلفة هو أخذ النموذج الغربي وتقليده واللحاق به باعتباره قدوة وتجربة رائدة ناجحة.
إلا أن الإنسان العربي حسب معتقداته عن الوجود وعدم تناقض فلسفته المادية واستعداده النفسي للمناهج الاقتصادية المطبقة جعلته يتفاعل ويندمج بها، إلا أن مناهج الاقتصاد الغربي الحديث تتناقض وعقيدة المسلمين الدينية بل ترفضها ولا تتفاعل معها وتحجم عن العطاء والاندماج في حضارة مؤطرة بأطر وتشريعات غربية بعيدة عن الإسلام.
فالإسلام دين سماوي له قدسية لدى أصحابه وعقيدة ومعاملات يجب أن تطبق وتنفذ لدى المسلم لأنه ينظر إلى السماء وحياته في الدنيا خلافة ويعتبرها ممراً إلى مقر, ففلسفة الأوروبي ونظرته إلى الأرض أنشأت لديه قيما للمادة والإرادة والحرية والثروة والتملك والاستغلال والنفعية والفائدة والجنس والخمر والمرأة انسجمت مع فلسفته عن الحياة وبقيت مرفوضة ومتناقضة مع أخلاقيات المسلم وعقيدته، المسلمون ينظرون إلى السماء قبل الأرض ويأخذون بعالم الروح والغيب قبل عالم المادة والمحسوس وحين يطبقون يمزجون المادة بالروح وأن دينهم كامل لمعالجة الحياة في كل وقت ولهم رسالة للعالم ولهداية البشرية.