You are here

قراءة كتاب مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية

مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية

مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا..." موضوع يصبح بالتحديات وهو بحاجة إلى عدة لقاءات وندوات وما لقائنا هذا اليوم إلا بمثابة مدخل إلى المدخل نستعرض فيه بتركيز وعصف ذهني مكثف بعض من مختلف جوانب الموضوع نخصص لها لقاءات و

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (6 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
كلمة معالي الأستاذ الدكتور كامل أبو جابر
 
مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية
 
أصحاب المعالي
 
أصحاب السيادة
 
السادة رجال الدين الأكارم
 
الضيوف الكرام من لبنان وسوريا ومصر والعراق وفلسطين والأردن
 
السيدات والسادة
 
أطرح عليكم سلام الله في هذا اليوم المبارك راجياً المولى عز وجل أن يكلل جهودنا بالخير والفلاح، وأرحب بكم باسم سمو الأمير الحسن بن طلال الذي شمل هذا اللقاء برعايته الكريمة والذي يزجيكم خالص المحبة وتحية الاحترام وباسمكم جميعاً أرحب بالدكتورة آنا باوليني مدير مؤسسة اليونسكو في الأردن التي تفضلت مؤسستها بدعم فعاليات هذا اللقاء وأقدم كل الشكر إلى الآنسة فانيسا القاوقجي التي عملت معنا على عقد هذه الندوة.
 
موضوعنا "مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا..." موضوع يصبح بالتحديات وهو بحاجة إلى عدة لقاءات وندوات وما لقائنا هذا اليوم إلا بمثابة مدخل إلى المدخل نستعرض فيه بتركيز وعصف ذهني مكثف بعض من مختلف جوانب الموضوع نخصص لها لقاءات وندوات قادمة بإذن الله.
 
ماذا نقول لأبنائنا وبناتنا وماذا سنترك خلفنا من تركة للإنسانية وبالذات أن بلادنا اليوم ومنذ منتصف القران دائبة في البحث عن مخرج لما هي فيه من حيرة وعدم ثبات وعن معادلة تعيد التوازن إلى النفس وإلى الأمة: معادلة قد تعيد إلى الأمة بعض من مجدها السالف.
 
نحن في ورطة مع أنفسنا ومع العالم والصهيونية تحاصرنا في أوطاننا وتلاحقنا في كل مكان والزمن الذي كان بعضنا يظن أنه معنا ليس كذلك ونحن بحاجة إلى إدخال الر شد والعقلانية إلى مناهجنا التعليمية دون التخلي بالطبع عن قيمنا الروحية والاجتماعية المسحية لنستعيد بعض التوازن ولتتمكن من مواجهة مخاطر الحاضر ولنستعد إلى مستقبل واحد بالمزيد من التحديات.
 
وهل من سبيل إلى ذلك إلا بالاحتكام إلى العقل وبالطبع دون التخلي عن النقل؟ هل هنالك من مدخل يدخل إلى قلوب الأجيال الصاعدة المعاني التي تحتويها الأديان السماوية: الإسلام والمسيحية. قد لا يتم الاتفاق على كل شيء ولكن من الضروري أن يتم الاختلاف في أجواء المواطنة والاحترام المتبادل.
 
كيف نعلم أن الاختلاف لا يعني المفاضلة وأنه سنة من سنين الخليقة الذي تتبدى فيه روعة وبهاء ورونق الكون الذي شائها الخالق جل جلاله والذي تتفق فيه الإسلام مع المسيحية أنه نور على نور ومحبة ممصبرة فوق محبة.
 
وأقول: يبدو أن قلوب البشر تتصلب وتنكمش بنفس النسبة التي ينكمش بها عالمنا اليوم. واضح أن لا وسائل الاتصال والإعلام الجديدة ساعدت على تقريب نفوس وقلوب الناس إلى بعضها بل ويبدو ومع بدايات الألفية الثالثة استقبلناها بالترحاب كان أجواء الكراهية والعنف والمقت تسيطر على قلوب وعقول منظم قادة المم وحيث تسود ما يطيب لي أن المية ثقافة وسائل الإعلام الحديثة التي يسيطر عليها نفر محدود من الناس تروج إلى العنف والكراهية والاستهلاك والربح اللامحدود وإلى الإباحية والجنس وحيث لا يوجد هناك لا ورع ديني ولا مكارم أخلاق ولا التفاف إلى مبادىء الإنسانية النبيلة.
 
لا شك أن الجوامع تفوق الاختلافات الأمر الذي يشجعني أن أشارككم بالفكرة أن المشكلة إذن ليست في الدين وإنما في نفوس الناس. فالإسلام والمسيحية تتشاركان بالإيمان بإله واحد ومحبته وتقديسه كما وتتشاركان بمعان نبيلة كثيرة منها مثلاً أن يحب الإنسان لجاره ما يحبه لنفسه الأمر الذي أفسح المجال أن يصبح مجتمعنا الفسيفسائي المرتكز إلى قبول اختلاف الملل والنحل مجتمعاً رحباً لا تناقش فيه العبادات والإيمان وأن يقتصر النقاش على أمور المعاملات بين البشر فقط.
 
وبلدنا الأردن بلد الاعتدال الذي أحلم أن يتطور ليصبح نموذجاً يجمع ما بين الإيمان والعقل فالاعتدال ليس تخلي عن مبدأ أو الركون إلى ما هو مألوف بمقدار ما هو في حقيقة الأمر انتقائية عقلانية ومفاضلة بين بدائل واحتكام إلى العقل في المعاملات بين البشر.
 
مرة أخرى أشكركم كل الشكر على تفضلكم بالحضور ومشاركتنا في هذه الندوة الفكرية التي سنتبعها بنوات أخرى أخرى مستقبلاً.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Pages