كتاب "ثغرات" للكاتب اسماعيل الناشف، الصادر عن دار "راية للنشر" في حيفا، هو تجميع أعمال قصصية كتبها المؤلف في التسعينيات وتقدّمها الدار للقرّاء عملاً جديدًا متكاملاً لأحد أكثر الأسماء إشكاليةً على الصعيد الأدبي والأكاديمي في فلسطين، إسماعيل ناشف ابن النكسة م
You are here
قراءة كتاب ثغرات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
- لا بأس. سأحدّثك أنا. هل تعرف تاريخ المدينة؟
- كلاّ، لقد وصلت للتوّ.
- يُحكى...
- لا أريد أن أصغي لك. لقد جئت للتجوّل... إذا أحببت مرافقتي فهلمّي بنا، وإذا لم ترقْك فكرتي في التجوال، فسلام لك أيّتها الغادة القيثاريّة. قلت داع ومبعد.
- هلاّ حدثتك عن شعابها قبل أن تنطلق في مساراتها، إذ قد تفقد الطريق أيّها الرفيق... فما قولك في بعض الأوصاف زادًا؟
- وما ألذّ من اكتشاف الطريق بعد الفقدان؟ الاكتشاف بعد الضياع، هو هو المتعة... وأنتِ تريدين سلبها مني؟
- لن تكتشف الطريق يا متجوّل. قالت بحزم حزين.
- تقولينها كما المتأكدة من الضياع السرمديّ... تُبدين قناعًا وتُخفين الآخر خلف أنغامك! ما الجدوى؟ صيحي إنّك ضائعة... بلى أنت تعرفين الشعاب. تجيدين الحديث، يجوز. تعزفين الأوتار وتدلّلينها...
- أراك تتحدث بطلاقة، بعد أن ادّعيت الإصغاء. أعرف الشعاب كما أعرف خطوط كفّي هذه. وعرفتها بعد فقدان الطريق. تمتّعت للحظات لم تكن. ومن ثمّ بدأت من جديد، وفقدت الشمس ووجدتها، وفقدت القمر واكتشفته من جديد. فقدت كلّ الأشياء والمخلوقات ثمّ لقيتها مطروحة على الآفاق والنواصي. كانت لقاءات امتدّت لرمشة عين... تريد أن تتمتّع أيّها المتجوّل؟! تمتّع وإنّها من تلك البئر. لن تزيدك إلاّ عطشًا.
كانت عيناها تحطّان قلقة على مواقعي لأرباع من اللحظات لتطير وتحطّ على أنصاف أخرى. ذكّرتني بالدوريّ عندما جاء بيتنا، في المدينة الأولى، ليلتقط الفتات. دون أن يقف.