كتاب "أساسيات الجغرافيا الطبيعية"، الجغرافيا بمفهومها الحديث هي العلم الذي يبني علاقة البيئة بالإنسان من خلال التفاعل والتأثير بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية، فلعلم الجغرافيا: جانب طبيعي، وجانب بشري.
You are here
قراءة كتاب أساسيات الجغرافيا الطبيعية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
2. نظرية العلم العام الفرنسي لابلاس (Laplace):
لقد جاءت نظرية (لابلاس) بعد نظرية (كانت) في عام (1796)، وقد حاولت معالجة بعض النواقص التي ظهرت فيها نظرية (كانت)، وكذلك محاولة تطويرها. وقد افترض هذا العالم أن المادة الأزلية الأولى هي عبارة عن سديم ملتهب منذ البداية تم تعرضه للبرودة، وهذا يختلف عن نظرية (كانت) التي ادعت أن هذه المادة في البداية كانت عبارة عن جزيئات صلبة باردة تحولت إلى سديم ملتهب. والسديم هو عبارة جسم غازي يمتد في الفضاء في المنطقة الواقعة داخل مدار نبتون ويتحرك ببطء وفي حيز داخل هذا المدار.
إن مادة السديم الملتهبة كانت تدور حول نفسها، وحين بردت نشأت قوة طرد مركزية دفعت الأجزاء التي بردت إلى الخارج، فانفصلت وتكونت الكواكب التي استقرت في مواضع انفصالها من السديم، واستمرت في الدوران حوله، وهذه انفصلت عنها أقمارها. إن نظرية لابلاس هذه أيدت النظرية الأولى لـ (كانت) فيما يخص التفسير الخاطئ لبطئ الحركة الدورانية للشمس حول نفسها، وحسب رأي كانت، ولابلاس فإن كتلة الغاز الأصلية بردت وأخذت تنكمش فصغر حجمها وزادت سرعة دوران الكتلة التي بقيت بعد انفصال الكواكب بدرجة كبيرة وهذا مخالف للواقع.
وقد خالف بعض العلماء هذه النظرية، ومنهم العالمان البريطانيان جيمس كلارك ماكسويل وسير جيمس جينز، حيث اعترضا على أن كتلة الغازات لم تكن من الكفاية بحيث تؤدي إلى التجاذب والتكاثف الذي يكون الكوكب.
3. نظرية ويبل Whipple(نظرية سحابة الغبار):
نظرية ويبل هي إحدى النظريات الحديثة في تفسير نشأة المجموعة الشمسية، وقد اقترحت من قبل العالم الأمريكي (ويبل) في عام (1918)، وهي امتداد لنظرية الجزيئات الكونية لكانت ونظرية السديم للابلاس، ولكنها تختلف عنهما بأنها مدعمة ببعض النتائج في البحث العلمي الذي لم يكن قد توفر في النظريتين السابقتين. وحقيقة هذه النظرية العلمية هي أن الفضاء الكوني ليس فارغاً تماماً، ولكنه يحتوي على كميات من دقائق الغبار ذات الحجم المجهري، مبعثرة في الفضاء وعلى مسافات متباعدة جداً، ويبدو الفراغ فيها كأنه فارغ تماماً، وللضخامة الكبيرة لهذا الفضاء فإن جزيئات الغبار المبعثرة فيه تكفي لبناء ملايين النجوم.
عندما تجمع جزيئات الغبار الكوني ببطء شديد (حين توافر الظروف الملائمة لها) فإنه قد تتكون منها في البداية سحب صغيرة، تنمو هذه السحب وتزداد سرعة تجمع الغبار حولها، وعند عدم تعرض غبارها للتشتت فإن هذه السحب تستمر في النمو ويتزايد حجمها، كما تتزايد في نفس الوقت درجة كثافتها وجاذبيتها حتى تصل إلى درجة تكون مستقرة، لا يمكنها أن تتأثر بشدة الضوء التي قد تشتتها عندما كانت السحب ذات حجم صغير.
وترى هذه النظرية أن السحابة التي نمت وكبر حجمها وزادت كثافتها وجاذبيتها تكون كافية لبناء نجم كبير في حجم الشمس، وعند ذلك يبدأ ترسيب غبار السحابة نحو مركزها بقوة جاذبيتها، وتكون عملية الترسيب هذه بطيئة في البداية، ثم تزداد تدريجياً كلما انكمشت السحابة واندمجت جزيئاتها، وهذا الاندماج يؤدي إلى تزايد مستمر في درجة حرارتها، وبمرور ملايين السنين فإن هذه السحابة ستتحول إلى نجم ملتهب. وقد اعتقد العلماء بأن الشمس قد تكونت بهذه الطريقة، علماً بأن الشمس قد حافظت على حرارتها نتيجة للتفاعلات الذرية القوية التي تولدت في باطنها، بسبب حرارتها الشديدة جداً، وقد فسرت نظرية (ويبل) دوران الشمس البطيء حول نفسها، حيث بدأ هنا الدوران في المراحل النهائية لتكوين الشمس نتيجة للتيارات الرئيسية المتجهة نحو مركزها.
وترى هذه النظرية أيضاً أن الكواكب السيارة قد نشأت من نفس سحابة الغبار التي نشأت منها الشمس، وذلك في المراحل الأولى لعمليات الترسيب، حيث انسلخت من هذه السحابة الكبيرة سحابات صغيرة، وكل سحابة من هذه السحابات أخذت تنمو باجتذاب غبار جديد إليها، كما أنها بدأت تكتسب حركة دورانية حول نفسها وحول مركز السحابة الكبرى. وقد خرجت هذه النظرية باعتقاد، هو: إن العمليات التي نتج عنها تكوين المجموعة الشمسية ما زالت مستمرة حتى يومنا الحاضر لتكوين نظم نجمية جديدة في الكون.