كتاب "أساسيات الجغرافيا الطبيعية"، الجغرافيا بمفهومها الحديث هي العلم الذي يبني علاقة البيئة بالإنسان من خلال التفاعل والتأثير بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية، فلعلم الجغرافيا: جانب طبيعي، وجانب بشري.
قراءة كتاب أساسيات الجغرافيا الطبيعية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
4. نظرية الكويكبات لتشبرلن ومولتون:
يعتقد العالمان الأمريكيان تشبرلن ومولتون أن المجموعة الشمسية كانت عبارة عن نجم واحد، وليس له توابع من الأقمار والكواكب، وهذا النجم هو الشمس، وعند اقتراب نجم آخر من الشمس وبسبب التمدد الشديد في جسمه المواجه للشمس نتيجة لحرارتها العالية جداً، فإنه يحدث تمزق أو تشقق في الجزء الممتد ينتج عنه تكوين الكويكبات.
وتعد هذه الكويكبات النواة التي تكونت منها المجموعة الشمسية، والأرض هي إحدى هذه المجموعة والتي تكونت من كتلة غازية صغيرة تجمعت فيها الأعداد الهائلة جداً من النوى الصغيرة الباردة والتي أدت بالأخرى إلى كبر حجمها. وقد واجهت هذه النظرية عدداً من الاعتراضات، أهمها أن الكواكب لا تزال غازية ولم تتصلب بعد، وأن حرارة الشمس الهائلة تؤدي إلى تناثر أجزاء هذه الكواكب وليس تكورها.
5. نظرية جيمس جينز (Jeans) وهارولد جيفريز (Jeffreys):
في الواقع تعد هذه تعديلاً أو معالجة النقص الموجود في نظرية الكويكبات، وقد ظهرت هذه النظرية في عام (1929) حيث افترضت أن الكواكب تكونت أيضاً نتيجة المد العظيم الذي نشأ في الغلاف الخارجي للشمس، والذي نتج عن اقتراب نجم متجول من الشمس، وكان انفصال هذا المد من الشمس على هيئة عمود من الغاز يشبه لسان طويل يعادل طوله المسافة بين كوكب بلوتو والشمس (لذلك سميت هذه النظرية بنظرية المد الغازي). وكان هذا اللسان سميكاً ويتناقص سمكه نحو الطرفين. وقد تعرض عمود الغاز إلى التقطع إلى عشرة أجزاء تكونت عنها الكواكب. وانفصلت من هذه الكواكب قبل مكاثفتها كتل تكونت منها التوابع، وقد تحولت بعض الكواكب في المرحلة الغازية إلى السائلة ثم الصلبة، أما الأجزاء البعيدة عن الشمس فلا زالت في حالتها الغازية.
شكل (4) تكون وانفصال عمود الغاز من الشمس (يشبه اللسان)، وتوزيع الكواكب حسب أحجامها في هذا اللسان.
وقد انتقدت هذه النظرية كسابقاتها حيث عدت الشمس هي الأم التي تولدت منها الكواكب، بسبب الفرق الكبير في محتوى العناصر بين الشمس والكواكب، وذلك لأن الشمس تحتوي على نسبة عالية من الهيدروجين والهليوم، ونسبة قليلة جداً لا تزيد عن (1%) أكسجين، أما الأرض فتحتوي على نسبة قليلة جداً من الهيدروجين والهليوم والنيون،وعلى نسبة عالية من الأكسجين، إضافة إلى نسبة عالية من العناصر النادرة الموجودة في الشمس، مثل النيتروجين، والحديد، والكالسيوم، والسليكا، وبكلمة أخرى فإن الشمس مكون عموماً من عناصر غازية خفيفة، مثل الهيدروجين، والهليوم في حين تتركب الأرض ومعظم الكواكب الأخرى من مواد معدنية، مثل الحديد، والألمونيوم، والسليكا.
6. النظريات الحديثة في نشأة الأرض:
دلت الدراسات الحديثة للفضاء على أنه لم يكن فارغاً تماماً، بل يحتوي على غازات (معظمها من الهيدروجين والهليوم) وتكون ما يقارب من (99%) من هذا الفضاء يضاف إلى ذلك (1%) من الغبار الكوني.
تفترض النظريات الحديثة أن السحب وما تحتويها من غبار كانت تدور وبسبب الجاذبية وقوة هذا الدوران أن أخذت هذه السحب بالتماسك وزادت سرعتها حيث اخذت هذه السحب بالانبساط والتفلطح، وكونت ما يعرف بطليعة الشمس (Proto–Sun) أو الشمس الأولى، والتي تحطمت بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الضغط.
ومن أهم مناصري هذه الافتراضات الألماني (كارل فون فيتاكر)، الذي اعتقد أن الغبار الدقيق الذي كان موجوداً في الفضاء، قد تجمع ليكون الشمس والكواكب في مدة زمنية طويلة جداً قد تصل إلى مئة مليون عام.