كتاب "الاقتصاد التركي- والأبعاد المستقبلية للعلاقات العراقية التركية"، لم تشهد العلاقات العراقية التركية قفزة نوعية كتلك التي شهدتها سنة 2009 حيث ارتقت الى مستوى جيد ولم يقتصر تحسن العلاقات على مجال معين بل شمل العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية وتفرعات
You are here
قراءة كتاب الاقتصاد التركي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقدمة
لم تشهد العلاقات العراقية التركية قفزة نوعية كتلك التي شهدتها سنة 2009 حيث ارتقت إلى مستوى جيد، ولم يقتصر تحسن العلاقات على مجال معين بل شمل العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية وتفرعات تلك العلاقات من توافقات دبلوماسية واتفاقيات وزيارات ومبادرات.
ولعل أخير تلك التطورات وليس آخرها تعيين الرئيس التركي عبد الله غول للسيد إرشاد هورموزلو مستشارا للرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان المنطقة، فالسيد هورموزلو من مواليد كركوك عام 1943 وخريج كلية الحقوق جامعة بغداد.
ان هذا هو مؤشر يمتاز عن غيره من المؤشرات من حيث كونه يعكس حسن نية الجانب التركي تجاه العراق والرغبة الحقيقية في التقارب رغم أن موقف الجانب التركي حاليا أقوى من موقف العراق من حيث السياسة الخارجية، والاستقرار الأمني والاقتصادي ومن حيث السيادة . إن هذه الانتقالة السريعة من مرحلة تأزم العلاقات فيما يخص التوتر على الحدود العراقية التركية إلى مرحلة من العلاقات رفيعة المستوى إن دلّ على شيء فإنما يدل على مقدار الجهود المبذولة من قبل المعنيين من كلا الطرفي ووقوف الجانبين على الأسباب الحقيقية للتوترات ووضع حلول صحيحة وناجعة لتلك التوترات، وسرعة التنفيذ بدافع الرغبات الحقيقية والنوايا الصادقة.
أما عن انعكاسات هذا التحسن على الشعبين فهو مما يدعو إلى الاطمئنان بأن تكون العلاقات مع بقية دول الجوار والدول الإقليمية كما هي مع الجارة تركيا. فالتهديد الذي كان يشعر به العراق لحدوده الشمالية وسيادة وكرامة أراضيه في أقصى الشمال قد زال مع توقيع الاتفاقية الأمنية والتوصل إلى حلول مشتركة، واتفاق الجانبين على كون الـ pkk منظمة إرهابية. وعلى صعيد آخر فإن الاتفاقيات الاقتصادية وربط الشركات التركية بالعراقية مباشرة والتبادل التجاري كل ذلك سوف ينعكس إيجابا على اقتصاد البلدين على مستوى الاستثمار عالي المستوى أو على مستوى الاستهلاك الفردي،تاريخيا العلاقات العراقية –التركية اتسمت بالطبيعية، حيث انّها لم تكن على مستوى عال من المتانة والقوة ولم تصلّ كذلك في اي مرحلة من مراحل الى حالات التوتر القصوى.
رغم المشاكل الّتى واجهت وتواجه هذه العلاقات من بينها مشكلة المياه والقضية الكردية التى بقيت دون حل جذري سواء في العراق او تركيا، مع الفارق في ابعاد القضية في الدولتين، فتداعيات هذه القضية ادت الى ابرام اتفاقية بين الجانبين في عهد النظام السابق تسمح بدخول قوات الطرفين بمسافة كيلومترات الى اراضي كلتا الدولتين .