You are here

قراءة كتاب العراق معابر الصحراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العراق معابر الصحراء

العراق معابر الصحراء

رواية "العراق معابر الصحراء" تتمحور حول سرقة موجودات المتحف الوطني العراقي، وسرد للأحداث «عما يمكن أن يكون قد حدث» لاستعادة هذه التحف الفنية القيّمة؛ وينوه الكاتب في مقدمة الرواية، "أريد أن أعبر عن خالص امتناني لموظفي الجيش الأميركي (لكتيبة الإشارة العاشرة

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
يبعد قصر الخرانة خمسة وخمسين كيلومتراً عن العاصمة عمان· على الرغم من أنه يمكن الوصول إليه عبر طريق عمان-الأزرق، فلقد نصبت المجموعة خيمها على بعد عشرة كيلومترات من القصر في الليلة السابقة لوصولها إليه، وبالتالي كان الطريق يمتد جنوباً قبل أن تمر ببعض التلال الصخرية وتتجه بعدها بشكل متعرج شمال شرق البلاد· لقد بُني هذا القصر في أواخر القرن السابع، ولكن حافظت الدولة عليه بشكل ممتاز، مما أعطاه طابعاً رومنسياً ومحيراً أكثر من أي قصر آخر موجود في الصحراء· يتألف القصر من طبقتين ويشبه الحصن المدعم بجدران حجرية متينة تتداخل فيها الأقواس الدائرية والأبراج في زواياه· مثل معظم القصور الصحراوية، لم يتم الانتهاء من بنائه· لقد بنيت جدرانه من الطين الجاف والرمل الطري ويبلغ عرضه حوالي خمسة وثلاثين متراً، وبالتالي فهو يعتبر من القصور الصغيرة الحجم· يتميز القصر بواجهته المقوسة التي تشكل المدخل الوحيد للمبنى· يحتوي أيضاً على غرفتين كبيرتين من كل الجهات، يفترض أنها كانت إسطبلات وغرف تخزين بقرب المدخل· أما في الداخل، فيتضمن القصر إحدى وستين غرفة تشرف على الباحة المركزية، ومعظمها مصمم على شكل أجنحة مؤلفة من أربع أو خمس غرف تتصل بباحة كبيرة· 
 
يتفرع من الفناء المركزي سلّمان طويلان يؤديان إلى الطابق الثاني والسقف· ما زالت بعض الغرف في الطابق الثاني محافظة على هندستها المعمارية الأصلية مع أعمدة خشبية وأفريزات مزخرفة وردية الشكل، وقبة نصف دائرية مع زخارف ونقوش جميلة· بناء على الطابع المعماري للقصر، يبدو وكأنه تأثر بالهندسة السورية والعراقية· أما الطابق الثاني فهو غير مكتمل· على الرغم من طابعه الدفاعي المخصص للحرب، يعتقد علماء الآثار المعاصرون بأنه لم يكن عبارة عن قلعة عسكرية· يحتوي القصر على فتحات لرمي السهام ولكنها موجودة في أعلى الجدران وضيقة جداً لكي تكون فعالة للرماة· يعتقد الكثير من الناس بأن هذا القصر كان مخصصاً للاجتماعات السياسية، حيث كان الأمويون وزعماء العشائر يجتمعون فيه لكونه مكاناً خاصاً وسهل الوصول إليه· لقربه من أحد أهم المعابر التجارية بين السعودية والأزرق، يعتقد بأن قصر الخرانة كان ملتقى التجار والقوافل؛ إذ لا يوجد أي بناء آخر بجانبه مما زاد من غرابة موقعه، إذ إن هذا القصر كان ليشكل مركزاً لمجموعة أكبر من الأبنية والمساكن· أشارت بعض الكتب السياحية إلى أن هذه القصور الصحراوية بنيت بعيدة مسافة يوم واحد بعضها عن بعض، لتشكل نقاط استراحة للمسافرين والصيادين في الصحراء· لكن التصميم الهندسي المترف يدل على أنها كانت مخصصة للمسافرين النبلاء· 
 
لقد حفظت إنجي كل تلك التفاصيل من النشرات التي وزعت على المجموعة، وخلال الساعات الطويلة التي كانوا يقطعون فيها مناطق جرداء لا مناظر فيها ولا حياة· وأخيراً، بعد أن اجتازوا وادياً ومروا بقرب تلال ضخرية متعرجة، وصلوا إلى مسطح بازلتي واسع يتوسطه قصر الخرانة· كان القصر عبارة عن كتلة خمرية اللون قابعة في وسط السهل؛ فبدا صغير الحجم ومنعزلاً عن محيطه· كانوا يبعدون عنه مسافة عشرين دقيقة لكنهم استطاعوا رؤية السياح يتمشون فيه لاكتشاف السقف والجدران والتقاط الصور التذكارية· أوقف علي مسيرة القافلة لبرهة من الوقت وطلب من الذين يريدون التقاط الصور من بعيد أن ينزلوا عن أحصنتهم ويفعلوا ذلك قبل أن يصلوا إلى القصر· 

Pages