You are here

قراءة كتاب ثلاثية الصمت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ثلاثية الصمت

ثلاثية الصمت

"ثلاثية الصمت" رواية للكاتب العماني خليل خميس، وهي روايته الثانية بعد أن اصدر قبلها روايته الأولى "بيعة الروح" وتأتي هذه الرواية أيضاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان هذا العام، وتقع الرواية في 248 صفحة من القطع المتوسط.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
- 1 -
 
في الصحراء الممتدة من الجزيرة العربية عاشت قبيلة فتية تدعى قبيلة بني رام، سطرت تاريخها على رمال الصحراء؛ ليكون كالوهاد الممتدة بطول تلكم الصحراء، التي طالما عزفت عليها الرياح أعذب الألحان، والتحمت سنابك الخيول وأخف الجمال بحبيبات رمالها، ومن حسن حظ هذه القبيلة أنها عاشت في واحة غناء لا ينضب ماؤها شتاء أو صيفا، فهو سلسبيل دفاق يروي ظمأ القاطن والمسافر، مما مكن أفرادها من الاستقرار وعدم الترحال الدائم إلا للتجارة فقط، وكانت قريش تحسب لقبيلة رام ألف حساب؛ فهي محطة للتزود والراحة، وهي مكان تجمع للقوافل الآتية والذاهبة من الشرق والغرب والجنوب والشمال، مما أسال لعاب القرشيين وغيرهم من الذين تمنوا بأن تبتلع الرمال تلك القبيلة وتزول عن الوجود بأي ثمن؛ لأنها ند حقيقي لهم رغم أن زعامة قريش الدينية مكنتها من لي عنق الاقتصاد لصالحها، لكن الطبيعة البشرية لا ترحم صاحبها إن خرجت من عقالها؛ فالطمع مطبوع على جبينها، وحب السيطرة يجري في العروق·
 
زعماء القبيلة يتسمون بالتناقض في سياساتهم، فكل زعيم يعتلي عرش القبيلة يأتي بمعبود جديد من الآلهة، وبنهج يختلف عمن سبقه في إدارة القبيلة، ضاربا على أوتاد الخيمة منجزات من سبقه، وكل ذلك لإثبات الرجاحة في عقله، ولرفع الحطام المتكور من خسيسته ومكانته أمام الناس؛ لذلك كلف القبيلة الكثير من الجهد وأضاع الكثير من السوانح، رغم أن بعض زعمائها السابقين بلغوا من القوة بأن وصل الأمر إلى خضوع بعض القبائل، ومطالبتها لأجل عقد الأحلاف والدفاع لتنضوي تحت قيادة بني رام، لكن ثبات الحال لا يدوم، وهذا ما تعلمنا اياه سيرورة التاريخ، فقد حاول المناذرة والغساسنة، العدوان اللدودان والتابعان للدول العظمى، فذاك للروم وهذا للفرس، بأن يعقدا حلفا مع بني رام لكنهما فشلا واكتفيا بأن تؤمن قوافلهم وقوافل أسيادهم بفرسان بني رام، فقبلوا الأمر على مضض شديد·

Pages