You are here

قراءة كتاب عرائس الصوف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عرائس الصوف

عرائس الصوف

رواية "عرائس الصوف" للكاتبة ميس خالد العثمان، تلملم هذه الرواية الحائزة على جائزة الأديبة "ليلى العثمان للإبداع الشبابي في السرد لعام 2006"، أرجاء ذاكرتها المتبعثرة وتبحث عن أنوثتها المتأخرة في المرايا، لكنها لا تعثر إلا على ضمور هادئ وشباب خجل طال انتظاره.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
زغاريد ترسل صداها لسطحنا الهادئ، والنساء وسط حلقات يشملها الترتيب، رائحة الحناء كانت تتسرب إلى أركان البيت ممزوجة بعبير الريحان والمشموم، وتبرق الأثواب بزهاوة ألوانها مُضمّخة بالعطور الطيبة، رنات الخلاخيل والأساور الفضية··
 
وبدت دليلة جميلة جدا/مختلفة·
 
شعرتها تجاوزتني عمرًا !
 
نساء النزلة خرجن بصدورهن الممتلئة، بياقات واسعة ووجوه سمراء عذبة، وعيون عسلية، ومن خلفهن الصغار بأفواه مفتوحة دهشة، خراطيش الرصاص تهدر في سواد السماء، تلون المساء بفرح ما·
 
انسحبتُ من العرس بهدوء المغفلة، بعد سيل من كلمات لفظتها الأفواه الكبيرة، عن دليلة وعني !
 
 أشدُّها كان: 
 
غدا ستملأ له البيت فروخًا سود، وستُكوى الشيخة غزوى حرقة بهذا النسل الفاسد !
 
صعدت إلى سطحنا، كان البيتان متواجهين، غرف طينية مسقوفة بالخشب الغامق المصفوف، شجرة حناء كبيرة تُرسلُ شذاها مع النسمات الرطبة فتغرق البيت برائحة الفقد·
 
من هناك كنت أرقبهن، يلتهمن اللحم المرصوص على الأرز، ويتقاسمن الوليمة والحكايات بشغف الجائعات، يَلُكْنَ الكلمات بعد أن يتلمظن ببقايا الطعام، إلى أنفي تسربت أدخنة البخور التي غطت على زفارة اللحم المتكوم في الأواني المستديرة الكبيرة·

Pages