قراءة كتاب الساحلية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الساحلية

الساحلية

رواية "الساحلية"؛ نقرأ منها: وحيدين نقطع الطرق الملتوية بين الأزقة الضيقة الى حيث لا تخبرني  نوارة.. كنت أوزع النقود على الفقراء في البيوت الآيلة للسقوط التي نقصدها، أربطها في صرة قماش مشجرة، أطرق الأبواب، وأتركها معلقة على مقابضها ونختفي.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
لقد فعلتها··ربما تستعد مليكتي الآن لطقوس الرحيل إلى ذلك العالم الفضي حاملة معها ضحية جديدة هذه المرة، صيداً سميناً أتعبها كثيراً بتمنعه ودلاله الذي لا يتماشى وسنه الثلاثيني· بدأت أحس جسدي خاملاً· ثمة أيدٍ ترفعني من سريري وتطير بي في الفضاء· اليد ذاتها·· نسائية·· ناعمة بدأت تمسح على وجهي بحنان فتفقد عيناي بريقهما وتصبح الرؤية عندي ضبابية·
 
ها قد عاد الظلام··
 
ألم أقل لكم بأنه السيد الحقيقي للأشياء· إنه الوحيد، حسب اعتقادي، الذي يتلذذ بتكفيني· يصحبني في الرحلة السحرية حيث الرفقاء مريبون وغير ودودوين· يهمس لمتحديه بفخر·· "هذه ضحيتي منهارة بسبب شقاوتي". حضوره الكئيب يخيفني فقط، ولكن ما يرعبني حقاً حضانته المخبولة للشواذ من المخلوقات، وفاتنات الشر، ومكائد السحرة، ومشنقة الكون· أحس نفسي في مكان غير غرفتي· هذا المكان ليس غريباً· رائحته مميـزة، والغريب أنني لا أستطيع تحديد مصدر هذه الرائحة·
 
سكون فجائي رهيب··
 
جسدي أصبح في حالة سكون أيضاً· تلاشى الشعور الجميل بالطيران· بدأت الرؤية تتحسن تدريجياً· كان الدخان يتراجع كسيراً، مهزوماً أمام نظراتي تاركاً للظلام إتمام المهمة· جسدي على حصير ممزق وفي غرفة لا تنتمي إلى بيتنا· هل هذه هي مملكتك المزعومة؟ ما بالك لا تمارسين لهو مخافتك في هذا المكان الذي لا يقل حقارة عن الخرابة· انتفضتُ من مكاني متحاشياً فأراً مندفعاً صوبي، هارباً من خوف ما· هذه الغرفة الصغيرة رغم نتانتها تشعرني بالطمأنينة· بحثــت عــن البــاب لأخــرج إلى الحوش· آه الآن عرفت هذا البيت جيداً· إنه بيتنا القديم الذي تركناه عندما كنت في سن الخامسة إثر هجـرة والدي إلى تلك البلاد الصحراوية ليشتغل في صناعة النفط·
 
هنا البلاعة المكشوفة حيث اعتادت والدتي في أوقات الضحى أن تنظف السمك وتغسل أواني المطبخ، وفي نهاية البيت دكة إسمنتية اعتاد والدي أن يحطم ( نارجيلته) عندما يفقد عملاً بسبب مزاجيته· وها هي شجرة النخيل تبدو منتحرة بفعل لهو الزمن لكن بقاياها لا تزال شامخة في بقعتها، ناقمة منذ ذلك الوقت على لهونا بإسقاط ثمارها التي لم تنضج بعد·
 
ماذا أفعل هنا في منتصف الليل؟
 
من يخطط لمواجهتي أمام ذكرياتي؟
 
امرأة الليل تخطط لأمر ما· يا امرأة الرهبة والوجل لماذا تريدين أن تواجهيني بذكرياتي مبكراً؟ احتفظت بهذه الورقة الرابحة لسن الشيخوخة، حينها أكون أكثر تفرغاً لتحليل الأحداث، ولكي أبتعد أيضاً عن محراب الذنب· ما هي علاقتك بهذه المواجهة الخاسرة؟ كيف عرفت ما يدور برأسي؟ هذا الهاجس المحموم بالعودة ظل أسير أحاسيسي فكيف استوليت عليه يا امرأة الليل؟
 
يا مليكتي··
 
أستحلفك أن تنهي اللعبة حالاً لأني ما عدت أحتمل· سئمت من بقائي الهدف في كل مرة· طوال عمري لم تسعفني الفرصة لكي أكون سيد اللعبة ولو للحظة· دائماً كنت مبعث السخرية أختار منفاي بنفسي منسحباً بهدوء الجبان· إذا كانت محاولتك إحداها فإنها لن تغير شيئاً من الوضع المزري الذي يكتنف حياتي· تعميق الجرح لا يوازي هزة الألم البكر· اكشفي أوراقك كاملة فليس هناك داع للتستر على قبح اللعبة القادم·
 
يامليكتي أنا جوع الألم··
 
مليكتي المبجلة أنا غيم الآه··

Pages