يصحو الشاعر السوري علي كنعان على ماضيه، ويقف على أطلال تلك الجنة التي كانت يوماً طفولته، ويسترجع، في ديوانه الجديد"أبجدية الينابيع"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2007، تفاصيل حياته في ريف بعيد، يصبغ عليه جماليات الحنين، متكئاً على الصورة البلاغية الرنّا
You are here
Books by Subject
Best Views
Newest
قراءة كتاب أبجدية الينابيع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
ـ 9 ـ
عمودٌ من الوهجِ
شلاَّلُ برقٍ
وإعصارُ جِنِّيةٍ يخطفُ اللُّبَّ
أنثى تضيءُ عروقَ التَّشهِّي
وتستنفرُ الغُلمةَ الدائخة
جسدُ امرأةٍ تستحمّ
تحت نافورةِ الشمسِ
أو في غديرِ القمر
آخ·· يا حسرتي
ويا لوعةَ العودِ في المجمرة
ويا لاستعارِ الجنون!
رؤًى أدمنت جوعَها
وانتشت بالوجع
لم تُبارحْ فضاءَ الطفولة
ولم ترعَ في آخرِ الدربِ
شيخوخةَ الذاكرة
· · ·
فتنةٌ·· أتملَّى شواردَها
بألوفِ الحواس
وأرشفُ آلاءَها
قطرةً·· قطرةً··
سُرَّةً·· ربوةً·· زاوية
كحوريَّة النبعِ
تشدو بفتنتها صبواتُ الرياح
وتُوقظُ مجدَ أثينا وربَّاتِها العاريات
توزِّع حكمتها في البحار
لوحةٌ·· كلهاثِ البراكينِ
تهمي رؤاها على شغفي
وتزجي لعشَّاقها
مطرا قادما
من غواياتِ دارةِ جلجل
· · ·
عيشةٌ صبَّها طَرَفة
في خصالٍ ثلاث
واستعاذَ بـ لولا
ثم أفرغ في حلقه
بركاتِ النبيذِ الأخير
ولم يحنِ رأسَه
لطاغيةٍ أو إله!