You are here

قراءة كتاب الأمة الوسط نظرة في تاريخ الخروج السياسي في صدر الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمة الوسط نظرة في تاريخ الخروج السياسي في صدر الإسلام

الأمة الوسط نظرة في تاريخ الخروج السياسي في صدر الإسلام

كتاب الأمة الوسط:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1
المقدمة
 
إن العصر الإسلامي في صدر الإسلام الذي دام نحو ثلاثة قرون، هو عصر الأمة الوسط، رغم كل ما يقال عن الصراعات السياسية والفتن، التي حدثت بعد عصر الشيخين، وعلى الرغم من أن هذه الصراعات حقيقة واقعة -مع إسقاط المبالغات المتعمدة التي دست بسبب الصراع الطائفي وغيره- فان الاقتصار عليها في عرض التاريخ، يعطي صورة غير حقيقية لذلك التاريخ .. صورة مشوهة تحاول أن تستعيض عن صور التاريخ المشرقة العديدة بصورة واحدة قاتمة ومتعسفة أحيانا، وهذا ما حاول خصوم الإسلام أن يوهموا به المسلمين، ليبنوا لهم منهجاً خاصاً في كتابة التاريخ، مستبعدين -عن قصد- بقية مجالات الحياة الإسلامية: العقدية والفكرية والحضارية والعلمية والاجتماعية وغيرها. ورغم كل ذلك فان العصر الإسلامي الأول قد تميز بميزات أساسية، ينبغي الوقوف عندها، أهمها وحدة العقيدة والتصور الإسلامي، لمسلمي ذلك العصر، ووحدة التراث، ووحدة المرجعيات والأئمة والمجتهدين الأوائل، فضلا عن عظمة دولة الإسلام التي امتدت من الصين شرقاً حتى المحيط الأطلسي غرباً، والتطور الحضاري والرخاء الاقتصادي الذي صحب ذلك، فكان المسلمون قادة العالم وسادته لقرون عديدة..
 
تلك هي أهم المميزات التي اصطبغ بها هذا العصر المبارك، رغم ذلك التنافس السياسي إذ أن الخلاف حول الحكم وأسلوبه لم يكن ليؤثر على معتقد من انتمى إلى هذه الفرقة أو تلك، فكان رموز ذلك العصر ورجاله وأبرزهم الصحابة وأهل البيت وأبناؤهم ومشاهير علماء التابعين وأئمة المذاهب، هم مراجع مشتركة للتيارات السياسية التي نشأت فيما بعد، ولم يشذ عن ذلك إلا فرق الغلو والتطرف والطائفية، كغلاة الروافض والخوارج وتيارات السبئية والمزدكية والباطنية وأمثالها. أما المدارس والتيارات التي شكلت فيما بعد المذاهب السنية والإمامية والزيدية، فكانت تنتمي بشكل أو بآخر إلى ابرز رجالات ذلك العصر وتتبعهم، وان اختلفوا في بعض التفسيرات والروايات الواردة عنهم. لذا فيمكننا أن نقول من دون مجازفة إن تلك المرحلة هي بحق امتداد لعصر النور والقرآن، عصر النبوة الزاهر، وكان تراث تلك الحقبة هو التراث الإسلامي المبارك الذي حفظه الصحابة وأهل البيت وتابعوهم وجمعوه ودونوه بأمانة ودقة، كما حفظ القرآن الكريم في عصر الصحابة ودون بدقة وتواتر ليس له مثيل.. فجمع واستقر في عصر عثمان . وبحفظ الكتاب والسنة، 

Pages