قراءة كتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام - الأسباب الخفية لاغتيال عمر وعثمان وعلي والحسين ونشأة السبئية والخوارج       
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
وأغار كسرى (ابرويز) على بلاد الروم، وزحفت جحافله عابرة نهر الفرات إلى الشام، ولم يتمكن (فوكاس) من مقاومة جيوش الفرس التي استولت على مدينتي (أنطاكيا والقدس) فاتسعت حدود الإمبراطورية الفارسية فجأة إلى وادي النيل، وكانت بعض الفرق المسيحية -كالنسطورية واليعقوبية- حاقدة على النظام الجديد في روما، فناصرت الفاتحين الجدد، وتبعها اليهود، مما سهل غلبة الفرس، وأرسل بعض أعيان الروم، رسالة سرية إلى الحاكم الرومي في شمال أفريقية (قرطاجة) يناشدونه إنقاذ الإمبراطورية، فأرسل الحاكم جيشاً كبيراً بقيادة ابنه الشاب (هرقل)، فسار بجيشه في الطريق البحرية بسرية تامة، حتى ان (فوكاس) لم يشعر بهم إلا بعد وصول الأساطيل وهي تقترب من السواحل الرومانية. واستطاع (هرقل) -دون مقاومة تذكر- أن يستولي على الإمبراطورية، وقتل (فوكاس) المتآمر. بيد أن هرقل لم يتمكن من إيقاف طوفان الفرس.. فضاع من الروم كل ما ملـكوا في البلاد في شرقي العاصمة وجنوبها، ولم يعد العلم الصليبي يرفرف على الشام وفلسطين ومصر وآسيا الصغرى، بل علتها راية الفرس، وتقلصت الإمبراطورية الرومانية في عاصمتها، وسدت عليها جميع الطرق في حصار اقتصادي قاس، وعم القحط، وتفشت الأمراض الوبائية، ولم يبق من الإمبراطورية غير جذور شجرها العملاق، وكان الشعب في العاصمة خائفاً يترقب ضرب الفرس للعاصمة ودخولهم فيها، وترتب على ذلك أن أغلقت جميع الأسواق وكسدت التجارة، وتحولت معاهد العلم والثقافة إلى مقابر موحشة مهجورة.
 
وبدأ عباد النار يستبدون بالرعايا الروم للقضاء على المسيحية.. فبدأوا يسخرون علانية من الشعائر الدينية المقدسة، ودمروا الـكنائس وأراقوا دماء غزيرة من المسيحيين المسالمين، وأقاموا بيوت عبادة النار في كل مكان، وأرغموا الناس على عبادة الشمس والنار، واغتصبوا الصليب وأرسلوه إلى المدائن عاصمة الدولة الفارسية.
 
ويعلق المؤرخ (جين) على حقيقة نوايا الفرس فيقول: ولو كانت نوايا (كسرى) طيبة في حقيقة الأمر لكان اصطلح مع الروم، بعد قتلهم (فوكاس) ولاستقبل (هرقل) كخير صديق أخذ بثأر حليفه وصاحب نعمته (موريس) بأحسن طريقة، لـكنه أبان عن حقيقة نواياه، حينما قرر مواصلة الحرب، ويمكن قياس الهوة الـكبرى التي حدثت بين الروم والفرس من خطاب وجهه (كسرى) إلى (هرقل) من بيت المقدس، قائلاً: (من لدن الإله كسرى، الذي هو أكبر الآلهة، وملك الأرض كلها، إلى عبده اللئيم الغافل (هرقل): انك تقول، انك تثق في إلهك! فلماذا لا ينقذ إلهك (القدس) من يدي ؟!.

Pages