كتاب "السعادة في ثلاثة أيام"؛ يقول مؤلفه جهاد عبد الكريم زيتون في مقدمته: "أقول وباختصار شديد، لقد كنت إنساناً عادياً، عشت طفولة طبيعية وأنهيت دراستي الابتدائية والثانوية والجامعية الأولى بنجاح عادي، كنت لا أحب الاختلاط كثيراً بالآخرين وكان همي إسعاد نفسي،
قراءة كتاب السعادة في ثلاثة أيام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
بعـض أسـرار وخصـائص
دعـوة الرسـل وعملهـم عليهـم السـلام
لا بد لي من الاعتراف في بداية البحث في هذا الموضوع بأنه لا يمكن الإحاطة بكافة الأسرار والخصائص لدعوة الأنبياء والرسل عليهم السلام لأنهم لم يختاروا أنفسهم لهذا العمل وإنما وقع الاختيار عليهم من الله سبحانه وتعالى لذلك فهناك الكثير من الأمور الغيبية التي اضطلع عليها الرسل عليهم السلام كحقائق مشاهدة بالنسبة لهم، أما بالنسبة لنا فهي مجرد خبر ومعلومات نقرؤها في بطون الكتب ومن الطبيعي أن يتأثر الإنسان بما يسمع ولكن تأثره بما يراه أكبر بكثير لذلك كان إيمان الرسل برسالتهم السماوية إيمان قائم على مشاهدات وظروف أخرى خاصة بهم نتيجة اختيار الخالق العظيم لهم وهو العالم والخبير بخصائص من سيحمل هذه الرسالة.
كان لا بد من هذه المقدمة البسيطة لهذا الموضوع والآن سألخص هذه الخصائص لدعوة الرسل عليهم السلام في النقاط التالية:
أولا: وضوح الرؤية أو الصورة أو المرجعية وكذلك الهدف وبسبب هذا الوضوح الشامل فما جاء به الرسل عليهم السلام يجيب على كل التساؤلات التي تخطر على بال الإنسان وهي كثيرة جدا كما أشرنا إلى ذلك من قبل ومن هذه التساؤلات مثلا لماذا أنا موجود، وما هو مصيري بعد الموت، وهل هناك حياة بعد الموت، وما هو المطلوب مني عمله في هذه الحياة، ولماذا كل هذا الوجود، ولماذا الموت أصلا..... الخ، تساؤلات لا نهاية لها فإن لم تكن الإجابة واضحة للإنسان فإنه سيتخبط وستكون النهاية دمارا وشقاء لأن الإنسان بدون هذا الوضوح في الرؤية سيتصرف حسب رغباته وشهواته ومصلحته الشخصية وبالتالي ستتضارب المصالح بين الأفراد والشعوب وتكون المشاكل والحروب وانعدام الأمن للإنسانية جمعاء.
وأبسط مثل على وضوح الرؤية التي جاء بها الرسل عليهم السلام هو التوحيد أي أنه لا اله إلا الله كعقيدة راسخة ثابتة للبشرية حتى قيام الساعة وهذه العقيدة تنفي تعدد الآلهة وبالتالي تنفي تعدد القوانين التي تحكم البشرية لأنه من البديهي أن يطبق قانون الخالق لا قانون المخلوق، كما نرى في عالمنا المعاصر وهذا الوضوح لا بد منه لكي تنهض البشرية وتسير على أسس واضحة وبسيطة ومنطقية ولا تتناقض من أبسط القواعد العقلية وحتى نفهم ضرورة الوضوح نقول إن الأرض ثابتة نتعامل على أساسها عندما نزرعها ونبني عليها والسماء والبحار والشمس والقمر كلها تسير على أسس وقوانين ثابتة ولذلك يسهل على الإنسان فهمها والتعامل معها، ولكن لو تغيرت هذه القوانين كل شهر أو كل أسبوع فكيف سنتعامل مع الأرض والسماء في ظل هذا التغير المستمر واغلب الظن أننا لن نستطيع عمل أي شيء له قيمة في ظل هذا التغير المستمر للقوانين من حولنا لذلك فالخطوة الأولى للبشرية جمعاء هي توحيد القانون الذي يجب أن تسير عليه وبالأساليب التي وضعها هذا الخالق العظيم والذي هو على كل شيء قدير والذي هو يحيي ويميت واليه ترجع الأمور أما ما نلاحظه اليوم فإن البشرية تسير في حياتها اليومية في جو من عدم الوضوح نظرا لتعدد الآلهة المعبودة من قبل الإنسان وبالتالي هناك تعدد للقوانين وتناقض فيما بينها وأصبح الإنسان لا يدري في أي اتجاه يسير نظرا لهذا التعقيد الغير مبرر بل أصبح الإنسان يعتبر نفسه إلها مصغرا لأنه يمارس وضع القوانين على حسب رغباته ومصالحه ونسي هذا الإنسان الضعيف والذي نهايته إلى زوال أن وضع القوانين هو من شأن الخالق وحده جل جلاله لأنه الخبير ولأنه بكل شيء عليم في مقابل هذا الإنسان الذي لا يعلم الكثير عما يحيط به من مخلوقات لا تعد ولا تحصى من حوله لذلك لا بد للبشرية كلها من أن تعيد حساباتها وترتب أولوياتها خصوصا من نقطة البداية هذه ألا وهي وضع القوانين التي يجب أن تطبق من خلال إيمان الإنسان بخالقه وكذلك إيمان الإنسان بوجوب وضرورة تطبيق قانون هذا الخالق العظيم.
بهذا الوضوح وبهذه البساطة يجب على الإنسانية كلها أن تبدأ الخطوة الأولى حتى تستطيع النهوض من جديد وتلغي كل القوانين الفاسدة التي تسبب عدم الوضوح في الوقت الحاضر وفي كل المجالات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية وأبسط دليل صارخ على ذلك أن الإنسان ما زال إلى ألان يطالب بالحرية والعدالة والمساواة وهي من أبسط الحقوق التي يأمر بها الخالق العظيم ولأن الإنسان طبق قوانين من صنع إنسان آخر ادعى لنفسه الحق في وضع القوانين فقد وصلت البشرية كلها إلى هذه النتيجة التي نراها اليوم في صورة ما نشاهده من ظلم واستبداد وقتل وفساد شامل في البر والبحر والجو.
لذلك فإن الحل للإنسانية جمعاء يكمن في الرجوع إلى نقطة البداية الصحيحة والتي لا بد منها ألا وهي إله واحد وقانون واحد ولحسن الحظ فإن هذا القانون موجود وبكل تفاصيله وما علينا إلا التطبيق بالرجوع إلى الرسالة الخاتمة لرسالات الأنبياء عليهم السلام والتي وصلتنا عن طريق الرسول الخاتم للرسل محمد عليه الصلاة والسلام.