You are here

قراءة كتاب ليلة الجنون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليلة الجنون

ليلة الجنون

رواية "ليلة الجنون" للكاتبة الكويتية منى الشافعي؛ الصادرة عام 2008 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
(1)
 
فاجأني صداع خفيف وأنا لم أُنِه ترتيب ملابسي، وحاجاتي الخاصة التي ضاقت بها الحقائب الأربع، الله يطوِّل عمر الوالدة لم تنسَ علبة البخور وزجاجتيّ دهن العود والورد، وكمية كبيرة من الهيل والزعفران، فقد دستها بعناية بين أدوات زينتي، خوفا من تناثرها·· لا أعتقد أن الرحلة من مدينة واشنطن إلى هنا سببت هذا الصداع، يبدو أنني أرهقت نفسي في ترتيب الشقة، وأحتاج إلى بعض الراحة وقرص (تايلينول) وكوب شاي بالزعفران وجلسة هادئة في الشرفة·
 
بعد أن تناولت قرص الدواء السحري·· صببت الشاي في أحد الأكواب الجميلة المتراصة بخيلاء في الخزانة الزجاجية التي تتصدر المطبخ الصغير الأنيق، وفي طريقي الى الشرفة لفتت نظري كومة من المجلات والنشرات الجامعية، التي استلمتها من مكتب الملحق الثقافي في واشنطن قبل سفري، كانت مبعثرة على الطاولة الخشبية التي تتوسط الصالة، تناولت بعضها وخرجت الى الشرفة، جلست على أحد الكراسي الثلاثة·· وضعت كوب الشاي على الطاولة الصغيرة، وحين حاولت أن أضع ما بيدي الأخرى من مجلات قرب كوب الشاي، سقطت إحداها على الأرض، التقطتها·· قرأت العنوان·· سحبني الحنين·· اعتدلت في جلستي، سحبت نفسا عميقا أراحني، رشفت رشفة من شاي الزعفران، بدأت أتصفح مجلة آفاق الجامعية بشغف وشوق، فجأة! ظهر وجهه الوسيم وابتسامته الشفافة، لتوقظ أحاسيسي الملتهبة، ولتزيد لمعان الورق إشراقا غريبا، تحت الصورة كتب الخبر (سيلقي الدكتور خالد محاضرة عامة عن معوقات التسويق في المدن الصغيرة وذلك في مدرج 114 الدور الأرضي، الساعة السادسة مساء الأحد)·· انغرست عيناي على وجهه·· تدحرجت دمعة·· تركت المجلة جانبا·· تنهدت·· رشفت رشفة سريعة من الشاي·· وقفت·· أرخيت جسدي على درابزين الشرفة الحديدي، نسمة هواء رطبة، أنعشت ذاكرتي·· وقبل أن تسحبني الذكرى بعيدا، نظرت بارتياح الى بعض معالم مدينة بوسطن التي تكشفها شرفتي·· يا لهذه البحيرة الجميلة المترامية·· ويا لألوان السماء الصافية·· والأجمل ذلك البساط الأخضر الذي يفترش الأرض بروعة اخضراره، وتنوع أشجاره وشجيراته·· حقا مدينة رائعة أتمنى أن تنسيني همومي، وتدفعني للمثابرة والتحصيل، أعلم أنني سأعاني الكثير من بعاد أمي وفراق الوطن·· وعدتني أمي بزيارتي في كل صيف، لأنني قررت ألا أعود إلى الوطن إلا وشهادتي تسبقني، فضلت الابتعاد لأطول مدة ممكنة، عن خالد وأجواء الحب الأول، حتى أتعود فراقه ويتعود هو على حياته الجديدة، وحتى أحقق طموحي ورغبة أمي التي دائما تردد :
 
- أمنيتي يا ابنتي، أن تدرسي في الجامعة التي تخرج منها والدك (يرحمه الله)·
 
وأجيبها :
 
- إن شاء الله يا أمي يتحقق الحلم·· وأدرس في جامعة (سفك ينيفيرستي) وأتخصص تمويل·

Pages