بعد غياب عن متابعة "ندوة اليوم السابع" الثقافية الأسبوعية إصدار مداولاتها النقدية، وقراءات أعضائها للمنتج الأدبي، الذي يكون على مائدتها الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، تعود مع هذا الإصدار إلى إطلاع جمهورها من القراء والمهتمين على ج
You are here
قراءة كتاب الحصاد الماتع في ندوة اليوم السابع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
لغة الكتاب لغة سهلة سلسة، لا تكلف فيها ولا تعقيد، تنساب انسيابًا رقيقًا، وتمتاز بالرقة والبساطة. استمع إلى قوله: "في القدس شبابيك مقموعة لا ترى الشمس، ولا تراها الشمس" (الصفحة 25). وقوله: "قد تنجح حينًا، ولا تنجح في كثير من الأحيان" (الصفحة 29). ويصف هدم المحتلين للبيوت العربية بقوله: "تنهار الحيطان التي انبنت بالجهد والعرق، وتتكوم الشبابيك بما فيها من زجاج وألمنيوم وحديد فوق الركام" (الصفحة 30). وقوله في وصف شبابيك القدس: "وقد تبدو منطوية على نفسها، كما لو أنها تتوقع مفاجآت غير سارة، ذات صباح أو ذات مساء" (الصفحة 30). وغير هذا كثير.
اختلف عن الأستاذ والصديق الكاتب في نظرته إلى إمكانية العيش مع يهود والتصالح معهم، فهذا أمر لن يكون، ولا يريد له اليهود أبدًا أن يكون، ولا يقبل يهودي بالعيش مع الآخر، وإن وجد من يقبل ذلك من يهود، فإنه يكون قد تخلى عن يهوديته. وصدق الله العظيم: "أم لهم نصيب من الملك، فإذًا لا يؤتون الناس نقيرًا" (سورة النساء الآية 53). هذا هو وصف الله ليهود، ووصف الله لا يتخلف.
فلا حل وسطًا لقضيتنا، ففلسطين كلها لنا أو لهم، ولن تكون لنا ولهم، فهم لا يقبلون بذلك، وإن قبله أمثال كاتبنا الكريم الذين يحسنون الظن ببعض يهود.
جاء في التمهيد الأول في الصفحة السادسة: "وهم يجتازون درب الآلام نحو المكان الذي صلب فيه السيد المسيح". كان الأجدر بالكاتب أن يقول: "نحو المكان الذي صلب فيه المصلوب"، فالسيد المسيح لم يصلب، ولم يقتل، بدليل قول الله سبحانه: "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه، ما لهم به من علم إلا اتباع الظن، وما قتلوه يقينًا" (الآية 157 من سورة النساء).
يكاد الكتاب يخلو من أي خطأ في اللغة، خلا كلمتين فيهما خطأ في الطباعة، صوبهما الكاتب بقلمه وذلك في النسخة التي أهدانيها، الأولى في الصفحة 61، والثانية في الصفحة 97. وخلو الكتب من الأخطاء نادر في هذه الأيام.
وأخيرًا، الكتاب وثيقة من الوثائق النادرة التي تناولت القدس وأرخت لها ووصفتها- شوارعها وأزقتها وبناياتها- وعلى الأخص الشبابيك فيها، يستحق القراءة، وحري بكل فرد أن يقرأ هذا الكتاب وأن يقتنيه، وأن يرجع إليه كلما أراد أن يستزيد معلومات عن القدس.