You are here

قراءة كتاب هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

"هزائم المنتصرين السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق"؛ للكاتب إبراهيم نصر الله، الصادر عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منه:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
في جيزان عبرنا في أزقة سرية، وتجاوزنا الأسوار ومساحات الفوضى، يقودنا مدرسون خبراء، حتى وصلنا إلى مكان يعج بالبشر إلى حد يدعو للارتباك، وبعد لحظات جاء صوت آلة العرض من خلفنا هادراً، كما لم يكن في أي يوم من الأيام، وانطلقت حزمة قوية من أشعة بيضاء، ثم بدأ العرض المحفوف بالخطر، لأن العروض السينمائية من المحرمات·
 
.خرجنا من ذلك العرض المحرم، الذي اعتبرناه أهم أحداث الرحلة، كما لو أننا نشاهد السينما للمرة الأولى، فرحين، وطازجين كالزمن الأول، رغم أن الفيلم الذي شاهدناه هو واحد من أفلام نادية الجندي التي تعود لأواخر الستينات· وانتشر الناس في الأزقة عائدين إلى بيوتهم كما لو أن شيئا لم يحدث·
 
.لكن، أكان ذلك العرض سرياً فعلا؟ لا أستطيع أن أجزم، إذ كيف يكون عرض عام يحضره مئات الأشخاص سرياً؟ أم أن ندرته كانت تحتم على كل من حضره أن يطوي السر عميقا في داخله؟؟
 
.عودتي إلى عمان، بعد ذلك بعامين، كانت مربكة، لكن، ما أن بدأت الأمور في الاستقرار حتى عادت عجلة السينما تدور؛ أما أهم ما سيحدث، فهو أن الأمور اختلفت، بعد أن أصدرت ديواني الأول وبدأت التحضير لديواني الثاني· في هذه الفترة رحتُ أُنَظِّمُ شهوراً، وليس أسابيع خاصة، لقراءة شكسبير سوفكل ويوريبيديس وسنكا وبراندللو وبنتر مدفوعا بموجة شغف عالية بالمسرح·· وكنت أنظّم عروضا موازية! لأفلام جاك نيكلسون وأنتوني كوين، ريتشارد بيرتون وسواهم·· وفي تلك الفترة، كتبتُ أول مقال عن فيلم (انتبهوا أيها السادة) من بطولة محمود ياسين، الذي كان ممثلي العربي المفضل، لكني انتقدت الفيلم بعنف·
 
.ظلت السينما مصدراً هاما للمتعة والثقافة، وتعمَّقتْ بتعرفي على المخرجين، إذ ولأول مرة بدأت بمتابعة أفلام المخرج، لا أفلام الممثل، واكتشفت أنني أحببت مخرجين قبل أن أتعرف على أسمائهم، مثل إيليا كازان، وديفيد لين، وسام بكنباه، وما أن رأيت (الساموراي السبعة) لكيراساوا حتى اكتشفت أي ضحالة تلك التي بدت في فيلم (السبعة العظام) المأخوذ، أو المسروق عنه؛ وفتحتْ قائمة المخرجين الكبار الباب أوسع: ساورا، بونويل، كوبولا، أوليفر ستون، وأحدثَ فيلم (الجدار) لألن باركر هزة عنيفة لدي، شاهدته عشر مرات، وفي كل مرة كنت أقول إنني سأكتب عنه، ولا أستطيع، كما لعب فيلمه (بيردي) دوراً جميلاً وعميقاً، ولو بصورة أقل؛ وجاء نشاط النادي السينمائي الأردني في تلك الفترة ليلعب دوراً بارزاً في فتح أبواب السينما أكثر وأكثر·
 
.يمكن الإشارة هنا، إلى أننا أثناء الطفولة لم نكن نعرف من أسماء المخرجين العرب سوى اسمين لا ثالث لهما: الأول (مخرج الروائع) حسن الإمام والثاني حسام الدين مصطفى، أما من المخرجين العالميين فلم يكن هناك أي اسم ينافس هيتشكوك·

Pages