كتاب "متفق عليه" للكاتب الفلسطيني إبراهيم جابر إ[راهيم، الصارد عن المؤسسة العربية للدرسات والنشر عام 2002، نقرأ منه أجوائه:
تشيحُ العتبة بوجهها· كل آخر ليل، حين أعود اليها·· بدونك· وأرمي في حِجرها الخيبة الواضحة·
You are here
قراءة كتاب متفق عليه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

متفق عليه
الصفحة رقم: 10
··بعضُ البيت !
أيُّ أرضٍ تحتملُ لهفتي، وكلُّ الأرض تقودني بلا خطوات : سلساً، تائهاً، مُغمض القلب··· من مِثلي نسي جبينه على عتبة البيت ثلاثين عاما شاحبة ؟
ما الذي يفعله هذا المغني ؟!
وكيف يعبثُ بموسيقاه ليشعل ارتجافات حسبناها توارت خلف صقيع الضلوع··· وكيف يبعثُ في تراب الحديقة خفّة الراقصين ؟!
ثمة امرأة ترسل أناملها على عجل تخبىء الجمرات تحت التراب···
لهذا أقف ُ منذ ثلاثين عاماً على قدمين تشتعلان، وأزعُمُ أن ساقيَّ تصطكّان إبتهاجاً !
··من مِثلي نسيَ ساقيه في طريقِ البيت، وجاء يتوكأ على الخديعة ؟
بعضُ النساء يُهيئن الأرضَ للبيتْ، بعضُ النساء يُهيئن البيتَ للحنين، بعضُ النساء نحملْ لَهُنَّ البيتَ مُعبأ بالياسَمين المجففْ···وبعضُ النساءِ البيتْ !
في كُلِّ البيوت نساء
وفي امرأةٍ واحدةٍ بيتْ !
ما الذي يفعله المغني ؟
كيف ايقظ كلَّ النساء يَرقُصْن مرةً واحدة، فما رأيتُ إلا بيتاً مضاءً واحداً ؟
وكيف أوقد في الأعصاب انتباهتها: متى أضعتُ وطني ؟
هل كان لي وطن ؟
أشهد أنني ما تركتُ قِبلةً إلا أودعتُها فرحتي: هذا وطني !
واذ جبيني يرجفُ، في الليل، برداً، أُوقن أني ما زلتُ في الطريق·
فأتركُ على شَـفَـةِ الأرض أولى القُبلتين، وأهُـش ُّعلى خديعتي بعصاي
···الى أين أيها المغني ؟
بعضُ النساء يَبعَـثن في الورقِ القصيدة، كُلُّ النساء تَغُـرُّهُنَّ القصيدة، بعضُ النساء نلظُم لَهُنَّ القصيدةَ عِقداً أو نُثنّيها إسورة،··· وقليلُ النساءِ القصيدة
يقتربُ التكوينُ من بِدئه : عَجولاً حيناً، وخَجولا لحينْ، تصوغُه أصابعُ امرأةٍ مُدهشة !
تؤثثه بالغيم والستائر، وبالضحكةِ الجذلى···
وتُوقِّع في زاويته اسمَها : امرأةٌ لها عطشُ، ورُواء النعناع!