You are here

قراءة كتاب الترانسفير الثالث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الترانسفير الثالث

الترانسفير الثالث

في هذا الكتاب للصحفي جهاد الرنتيسي اجتهادات مهمة في رصد ظاهرة الترانسفير في العقل الإسرائيلي كفكرة وكفعل، بتعداد أشكالها المتنوعة التي تصب كلها في فكرة ديفيد بن غوريون مؤسس دولة إسرائيل الإحتلالية النووية، أعني: "الدولة النظيفة".ويعمل الإسرائيليون على الترو

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
مقدمة
 
يأتي صدور هذا الكتاب بعد أن كانت سياسة التهجير الترانسفير التي يدعو الإسرائيليون لها خجولة وغير معلنة، إلى أن أخذت منحى جديدا وعلنيا وشبه رسمي في السنوات الأخيرة، فبينما تنادي شريحة سياسية إسرائيلية بضرورة الانفصال عن الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة، للتخلص من الكثافة السكانية العربية، والمحافظة على الطابع العبري للدولة اليهودية، فإن شريحة أخرى ترفض هذا المنطق، وترى بأن الحل يأتي عن طريق تهجير العرب للخارج، وزيادة هجرة يهود العالم إلى إسرائيل، وقد أخذ بعض الوزراء يطلقون الدعوة إلى تهجير الفلسطينيين علنا، ودون رتوش·
 
في دراسة لباحث إسرائيلي في جامعة حيفا، حول الموضوع الديموغرافي الذي أخذ يقلق مستقبل الدولة اليهودية، خرج بنتيجة أنه في عام 0 2 0 2، سيصل عدد اليهود والعرب في أرض فلسطين التاريخية، إلى ما يزيد عن 51 مليون نسمة، سيشكل العرب 65% في داخل الخط الأخضر إضافة إلى الضفة والقطاع، بينما يشكل اليهود 44% أي أقلية، ولذلك فإنه يحذر من هذا الخطر، ويدعو إلى الاستعجال في استخلاص النتائج·
 
لقد صدق الزميل جهاد الرنتيسي واضع هذا الكتاب في وقت نحن بأمس الحاجة لإثارة هذا الموضوع، بأن فكرة الترانسفير هي فكرة قديمة، قدم الحركة الصهيونية التي رفعت شعار شعب بلا أرض، لأرض بلا شعب، وهذه كذبة كبرى يدحضها الواقع، فالمحاولات الصهيونية عملت على تهجير الشعب الفلسطيني إلى الخارج منذ الثلاثينات، كما أن اجتماع القادة الصهاينة مع سفير الاتحاد السوفييتي في لندن عام 4 4 9 1، ومطالبته بالعمل على تهجير الفلسطينيين إلى العراق، والذي استغرب هذا الطلب، رغم تعاطف السوفييت في حينه مع المشروع الصهيوني، يؤكد عروبة فلسطين، وأنها لم تكن أرضا بلا شعب، بل إن الشعب العربي-الفلسطيني، تراثه وحضارته وثوراته ضد المخططات الصهيونية أكبر دليل على كذب هذا الشعار·
 
بعد إقامة إسرائيل عام 8 4 9 1، شكلت الحكومة الإسرائيلية لجنة خاصة لطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى الخارج وقد نجحت في ذلك، لكنها زعمت أن الفلسطينيين هاجروا بمحض إرادتهم، وتكرر المشهد عام 7 6 9 1، وكانت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، تنفي سياسة التهجير بينما اليوم يقولونها علنا، وهذا دليل آخر على مسؤولية إسرائيل عن قضية اللاجئين وتهجيرهم، ولنفترض أنهم هاجروا نتيجة الحرب، فإن القانون الدولي يلزم إسرائيل بحق عودة من يريد منهم العودة، وقد أكدت الأمم المتحدة حق عودتهم·
 
وتدرك المملكة الاردنية الهاشمية جيدا النوايا الإسرائيلية، والمحاولات الدؤوبة لتهجير الفلسطينيين الى اراضيها واعتبار الصهاينة أن الأردن هو الدولة الفلسطينية رغم أن من أهم ما حققته معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية هو ترسيم الحدود، والتخلص من المخططات الإسرائيلية المبيتة بهذا الصدد، ومع ذلك يرفض شارون الإعلان رسميا -على أثر تصريحات عدد من وزرائه بشأن استغلال الحرب الأمريكية على العراق، لتهجير أكبر عدد من الفلسطينيين إلى الأردن- عن استنكاره لهذه التصريحات والتعهد بأن إسرائيل لن تقوم بعملية تهجير إلى الأردن، مما يؤكد أن النوايا الإسرائيلية لم تتغير·
 
نعود ونكرر أن الكتاب مهم، ولكن هل سيجد آذانا صاغية من قبل أصحاب القرار العرب؟!
 
غازي السعدي

Pages