You are here

قراءة كتاب الحدود البرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحدود البرية

الحدود البرية

في رواية "الحدود البرية"، تتميز قصص ميسلون هادي بالقدرة على التكثيف، ولا يمكن لقارئها أن يحس بالخوض في عالم فضفاض. والأبطال في هذه القصص..

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
صمتت بيان ولم تجبها·· فعادت عايدة تنظر إليها بتقريع أشد ثم قالت :
 
- كان يجب أن تخبريه·· وأن لا تدعيه يرحل·
 
قالت بيان لها :
 
- أخبره عن ماذا ؟ أنا نفسي لا أعرف·
 
قالت :
 
- بل تعرفين·
 
قالت بيان وهي تشعر بأن العالم من حولها يتهاوى لشدة ما شعرت به في تلك اللحظة من فوات الأوان :
 
- لا، ليس هناك ما أعرفه·· ولست متأكدة من شيء·
 
قالت عايدة وهي تسحب كيس الصمون بعصبية :
 
- ظننت أنك شفيت من وهمك·· ولكن يبدو أني كنت مخطئة·
 
ثم مضت تمشي باتجاه المطبخ تلاحقها رائحة بخار الصمون الذي كان يشبه فوح عجين مختمر· أغمضت بيان عينيها وهي تتساءل إن كان خالد حقاً سيغادر بغداد هذا الصباح مرة أخيرة وإلى الأبد ؟ كان راحلاً عني وهو في بغداد، فماذا يعني أن يتركها ؟·· أيعني أن يصبح في الدنيا اثنان منه، واحد هنا والآخر هناك·· إن عاد يتحدان وإن ابتعد يفترقان ؟ كانا اثنين دائماً·· واحد قريب كالحلم·· والآخر بعيد كالحقيقة·· والآخر البعيد هو الذي جعل الأرض تدور بي لحظة أن أحببته، فماذا يهمني من هذا القريب إن لازم بغداد أو رحل عنها··؟
 
كان قلبها لا يزال يرتجف و رأسها يدوّم في دوار متصل·· ثم سمعت عايدة تناديها من أجل تناول إفطارها، فنهضت وأخذت قدح الشاي منها وعادت به إلى الأرجوحة· كانت بيان تنقّل قدح الشاي من يد إلى أخرى دون أن تشرب منه شيئاً، ومع كل سيارة تمر كانت تشعر بأن قلبها يسقط ليصبح مدهوساً بين عجلاتها· ولكنها كانت، مع ذلك، تواصل جلوسها على الأرجوحة ترهف السمع إلى الشارع متكوره على قلبها كطفل خائف كسر آنية ثمينة وظل خائفاً لوقت طويل بعد أن كسرها، لأن أحداً لم يكتشف غلطته تلك ولم يعاقبه عليها العقاب الذي يستحقه·

Pages