You are here

قراءة كتاب التشكيل الجمالي في أدب الأطفال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التشكيل الجمالي في أدب الأطفال

التشكيل الجمالي في أدب الأطفال

يسعى هذا الكتاب (المدخل) إلى تقديم رؤية نقدية تنتصر لما هو جمالي فني في أدب الأطفال، فالأسلوب في أدب الأطفال ينبغي أن يُعطي الأهمية الأولى التي تليها أهمية المضمون، علْماً بأن النص الأدبي سواء أكان موجّهاً للأطفال أو للكبار إنما هو وحدة واحدة متكاملة من الف

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
ولما كان هذا الأمل ما زال قيد الهمم والطموح، فإن هذه الدراسة تسعى إلى تقديم حلٍّ رُبّما يكون ملائماً في تحسين صورة أدب الطفل العربي وهو لفت الانتباه إلى النقد الفني التطبيقي في أدب الأطفال، ذلك لأنّ (كيف) أهمُّ من (ماذا) في أدب الأطفال تحديداً أما أدب الكبار فهو مفتوح على كيف وماذا في وقت واحد.
 
والنقد الفني التطبيقي نقد معنيّ بجماليات الأسلوب أكثر من عنايته بالفكرة والمعنى، فالطفل لا يستوعب المعنى إذا لم تجذبه اللغة أو الصورة أو العاطفة، لأن حكم الطفل قائم على استجابة شعوره وليس على تحليله العقلي، فإذا أحبّ النشيد استجاب لأفكار النشيد وإذا استمتع بالقصة حاكاها وحفظها، وإذا حرّكت المسرحية خياله وانفعالاته اتخذ منها موقفاً إيجابياً ودرساً حياتياً لا ينساه.
 
لا شك أن استجابة الطفل مرهونة بتكامل عناصر النصل الأدبي الموجّه له دون أن يشعر بأجزاء بنية النص، إذ إن اتساق العناصر يصله في دفقة شعورية واحدة، فالنص عمل فني، (والعمل الفني وحدة واحدة لا يمكن أن يفهم أو يتم تذوقه جمالياً إلا وهو ماثل أمامنا ككل، ونحن حين نستمتع به لا نكون على وعي بعناصره المكوّنة له) (1) وكذلك الطفل بالدرجة الأولى. لذلك يسعى النقد الفني الجمالي إلى تحسين البنية الفنية في أدب الأطفال لتتحقق جدلية الجميل والنافع معاً، خاصة أن سيكولوجية الطفل مدفوعة للجميل أولاً من لعب وتمثيل وغناء ورقص وأداء لغوي تعبيري، ثم تأتي مرتبة النافع في الدرجة الثانية.
 
إنَّ النصّ الموجّه للطفل سواء أكان نشيداً أم قصة أم مسرحية إنما هو عمل فني، ومن حق الطفل أن يستمتع بهذا العمل استمتاعاً كاملاً ليريح نفسه من عناء العبء الدراسي اليومي المنوّع بين المباحث المتعددة، وفي هذه النقطة تحديداً تتسع مجالات التربية الجمالية من نحو والتعليم المساند عن طريق ما يتوافر في النص من روح فنية توفر البهجة والاستمتاع وتقود إلى التعلم الضمني من نحو آخر.
 
ففي أدب الطفل بعامة منهاج تعليمي خفي غير مخطط له بالضرورة، فحين يردد طفل نشيداً ما ترديداً إيقاعياً جميلاً فقد يكتشف المعلم أن لدى الطفل موهبة غناء فيعززها على سبيل المثال.

Pages