الكتاب الذي بين أيديكم يقلّب في أوراق الحرية، والدكتاتورية العربية، والنظام العربي الجديد، ويحاول أن يرسم في عقولكم بيانات واضحة للحرية والدكتاتورية العربية، استكمالاً لجهود سابقة، وتوطئة لجهود قادمة· فالفكر الديني، والسياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، سلسلة م
You are here
قراءة كتاب النظام العربي الجديد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
ما العدل والإحسان في الإسلام؟
العدل والإحسان خلقان متلازمان في الإسلام، كما جاء في القرآن الكريم {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} (النحل:90)· فهناك علاقة متلازمة بين العدل والإحسان في الإسلام· فلا بُدَّ أن يكون مع العدل إحسان· ولذلك، قُرن بينهما في الآية الكريمة السابقة، وطُلب من الناس، أن يقوموا بهما على أكمل وجه·
وأما العدل فهو صفة لازمة للمسلم، لا تتغير بمصادقة صديق، ولا بمعاداة عدو، قريباً كان أو بعيداً، صديقاً أو عدواً، أو مخالفاً؛ كما جاء في القرآن الكريم {اعْدِلُوا هو أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة:8)·
ويبين الإسلام، أن أول دائرة من دوائر الإحسان، هي دائرة الإحسان إلى النفس، وهي أضيق الدوائر· والواجب على الإنسان أن يهتم بها، ومن إحسانه إلى نفسه أن يؤدي الواجبات، ويترك المحرمات، كما جاء في القرآن الكريم {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } (الإسراء:7)·
ولعلنا نلاحظ، أن الإسلام أولى العلاقات الإنسانية في الإحسان أهمية كبرى، حيث يشمل الإحسان إلى بني الإنسان كافة، وإن كانوا مخالفين لنا في المعتقد، ومن ذلك رحمتنا بـ الكافر، ودلالته على الهدى والخير· هذا كله من باب الإحسان إليه·
وإذا تجاوزنا البشرية، وجدنا دائرة أوسع في الإسلام، وهي دائرة الإحسان إلى كل من يعيش معك في هذا الكون من حيوان، ونبات· فحين نقتل أو نذبح، فيجب أن يتمثل لنا الإحسان الإسلامي، لقول الحديث النبوي الشريف (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) (رواه مسلم: عن شداد بن أوس)·