كتاب "مدينة لا تقرأ"، فكرة الكتاب تضع المدينة بتناقض مباشر مع القرية، لا على الإعتبار التقليدي الذي يميز بين السلوكيات المختلفة بين المجتمعين, بل على اعتبار أنّ القرية تتّسم بالصغر والمحدودية ، وهي كيان إجتماعي مصغَّر يستطيع الإنسان معرفته والإحاطة به، وبال
قراءة كتاب مدينة لا تقرأ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
والمدينة التي لا تقرأ سكّانها, هي المدينة التي لا تعرفهم ، وهي الإغتراب القاسي، وهي الإزدحام والإختلاط، والإتساع، واللامحدودية، حتى يصبح الإنسان فيها رقم أو رمز لا يكترث له أحد .كما يقول الشاعر لوتريامون في أناشيد مولدورور " الإنسان يتوقف في الشارع ليرى كلبين يتماسكان ولكنه لا يتوقف عند مرور جنازة " .
وفي الباب الثاني من الكتاب :
تنكشف المدينة – العار ، ويتّضح أنّها لا تجيد القراءة ، وليس بالضرورة القراءة التقليدية فقط ؛
بل أيضا قراءة سكانها ومعرفتهم.
وتُظهر المدينة – العار وحشتها فنتعرف على جذورها وأصلها ، وعلى كتابها المضجر ، وعلى أبوابها الخادعة المضلِّلة .
في الباب الثالث للكتاب :
يصرخ إنسان المدينة ، ويخبرنا عن انكسار حلمه ، عن رغبته بالهروب منها والترحال عنها ، عن الصراع الذي يعيشة الإنسان داخل المدينة ،عن رغبته بالتخلّص من ضجيجها قبل أن يقتله هذا الأخير .
في الباب الرابع للكتاب :
تظهر أنثى المدينة- غير المنفلتة من عقال المكان ، تخاطب الرجل والمدينة معاً ، فتطلب من رجل المدينة الرحمة والحنان ، معبّرة عن غرابتها لتحول الحال؛بين أمس الولادة وحاضر المدينة ، صارخةً في وجهه كي يتحرّك ويثور ، كي يجحف ويغرف ويباشر ، كي يتكلم بالبشرى ، ويعود كما كان أحمقاً طبيعياً .
في الباب الخامس للكتاب :
يحدثنا رجل المدينة ، عن جمال تلك الأنثى الغريبة بين ظهراني المدينة ، وعمّا كانت عليه هناك في الوطن- البدء ، ويحثّها؛ أن تخلع ما عليها من لوثة المدينة وتعود الى عفويتها وطبيعتها ، ويرجوها أن لا تتوقّف عن قصّ روايتها القديمة في أحضان العشق وهو يرى ويلمس صوتها ، فهو يعشق تلك اللبوة بكلّ هفواتها ، وهو يرى أنّها حبيبة حقيقيّة أعظم من زيف المدينة . آملاً أن تعود من كربها كي يفرح فرحاً عظيماً.