You are here

قراءة كتاب كنزان من تحت عرش الرحمن كافيان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كنزان من تحت عرش الرحمن كافيان

كنزان من تحت عرش الرحمن كافيان

كتاب "كنزان من تحت عرش الرحمن كافيان"، ورد في السنة المطهرة أحاديث كثيرة تبيّن فضل هاتين الآيتين، وأنهما كنزان عظيمان من تحت عرش الرحمن، وتدفعان الشر والمكروه، وتجزئان القارئ لهما عن قيام الليل، وذلك لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالاً، وما تضمنتا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
مناسبتهما لما قبلهما
 
بدأت السورة الشريفة - سورة البقرة- ببيان عظيم شأن القرآن، وقسّمت الناس إلى أقسام، وصنفتهم مُقدّمةً صنف المؤمنين، وأعقبتهم بذكر المختوم على قلوبهم وأبصارهم من الكافرين، وأردفتهم ذِكرَ المنافقين الكاذبين، ثم أرشدت السورة إلى كثير من التشريعات، كدأب القرآن المدني، من صيام وحج وطلاق، وغير ذلك من عبادات ومعاملات وأخلاق، تجعل المؤمن على صراط مستقيم، وتهديه ومَنْ سلك مسلكه من المؤمنين إلى صراط الحميد.   
ولما كانت هذه الصفات هي التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن، وهو بها أحرى وأقوى، وقد عُرضت في ثنايا السورة الكريمة ناسب أن تختم بصفات الله تعالى، وقد ثبت أن من الصفات التي هي كمالات حقيقية القدرة والعلم، فعّبر الله سبحانه وتعالى عن كمال القدرة بقوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} (13)، وعبّر عن كمال العلم المحيط بالكليات والجزئيات بقوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (14)، وإذا حصل كمال القدرة والعلم، فكان كل من في السموات والأرض عبيداً مربوبين، وُجِدوا بتخليقه وتكوينه، كان ذلك غاية الوعد للمطيعين، ونهاية الوعيد للمذنبين(15)، وأما الآيتان الكريمتان آخر سورة البقرة فهما ختام المسك، وفيهما بيان كمال العبودية، ففي السياق مقامان، مقام كمال الربوبية وقد ظهر لنا، ومقام العبودية وقد ظهر مّنا، والمرجو من فضله سبحانه وإحسانه أن يُظهر يوم القيامة في حقنا كمال العناية والرحمة والإحسان، وإظهار الحسنات وستر السيئات، وهو غاية في الجود والإكرام.
ولا يخفى الارتباط بين مدح المتقين في أول السورة، ومدح المؤمنين الذين ينتهجون نهج النبي صلى عليه وسلم في التصديق والإذعان لأوامر العليم العلام، وكذا التوافق بين إقامة الصلاة والإنفاق من الرزق أول السورة، وبين السمع والطاعة في آخرها، كما هو تلازم الإيقان بالآخرة أولها، واعلان كون المصير ليس إلا إلى الله آخرها، فانظر كيف حصلت الموافقة بين أول السورة ومنتهاها!!

Pages