You are here

قراءة كتاب نصف الحاضر وكل المستقبل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نصف الحاضر وكل المستقبل

نصف الحاضر وكل المستقبل

كتاب "نصف الحاضر وكل المستقبل" يأتي ضمن سلسلة كتب "ندوة اليوم السابع" التي تقام في مسرح الحكواتي في القدس، والتي يديرها الكاتب جميل السلحوت ويشارك بها نخبة من الأدباء والنقاد الفلسطينين، ويصدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع، نقرأ من أجواء الكتاب عن مجموعة "إن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 4
فقد الطفل وليد أَرنبه المحبوب، الذي عاش معه ومع أَفراد الأسرة مدة طويلة. لم يتقبل وليد خبر غياب صديقه الأَرنب، فصار يلوم نفسه: "ليتني رافقته في جولته كي أَحميه، وأحافظ عليه" (ص10). بعد أَن عرف وليد بوفاة صديقه الأَرنب، أُصيب بصدمة، ولم يستوعب الخبر. وهذا ينطبق تمامًا مع المرحلة الأُولى الّتي يمر بها الطفل بعد سماع خبر الوفاة الّتي تحدثت عنها الدراسة، في الصفحة التاسعة للكتاب نرى مرحلة الإِنكار الّتي تحدثنا عنها، أَيضًا، في الدراسة. "لا أُصدِّق أَن الأَرنب أَرنوب قد مات، لعله يصحو من جديد" (ص14).
 
لقد عالجت الكاتبة رفيقة عثمان تقبُّل الموت عند الأَطفال، والتكيف معه، من خلال عدة أُمور كما وضحت لدينا في الدراسة أَعلاه، فكانت كالتالي:
 
 معالجة مشاعر الطفل من خلال التعبير عن مشاعره، وأَحاسيسه، بصدق، وعفوية، من خلال البكاء والحزن على صديقه الأَرنب، بمعية أُسرته وأُسرة الأَرنب نفسه.
 
 مرحلة الوداع "تحسسه، ووداعه... لن أَنساك يا صديقي العزيز أَبدًا" (ص16).
 
 وقوف الأَب وأَفراد الأسرة ومواساة وليد، ثم المشاركة بالمراسيم، ووضع الأَزهار البرية على الضريح.
 
 تذكر الأَرنب المفقود من خلال الصور التذكارية الّتي التقطها وليد لصديقه الأَرنب قبل وفاته، وتصفح صفحات (الألبوم) بمعية أُسرة الفقيد الأَرنب، وأُسرة وليد.
 
 القيام بزيارة الضريح بعد الدفن، أَمَّا البديل الذي ساعد وليد على التقبل، فهو اللعب مع أَبناء الأَرنب الصغار، وأُمهم، الذين أَصبحوا أَصدقاءَ له. نلاحظ في نهاية القصة وصول الطفل وليد إلى المرحلة الأَخيرة بعد رفضه، وإِنكاره، من خلال مصاحبة الأَرانب الصغار، ومرافقتهم إِلى ضريح والدهم، الذي يظهر في الرسومات وهو يروي الأَزهار فوقه.
 
وأَخيرًا أَود أَن أَنصح مربيي ومربيات الأطفال، والآباء، قراءتها لأَطفالهم، واستخدامها كأُسلوب علاج لهم، من أَجل حياة أفضل، كما أَرجو من كلّ أُدبائنا العرب الذين يعنون بأَدب الأَطفال بأَن ينهجوا نهج الكاتبة رفيقة عثمان في جُرأَتها، بتناول قضية مهمة مثل قضية الموت، وذلك بعد دراسة عميقة مسبقة، وبالتعاون مع مختصين نفسيين، وتربويين، واجتماعيين، من أَجل الوصول إلى عمل متقن لا يلمس أَحاسيس الأَطفال بشكلّ سلبي.
 
رفعت زيتون:
 
اللغة
 
تميّزت اللغة بالبساطة، وتناسب عمر الأطفال، ومقدرتهم اللغويَّة، مع وجود بعض المفردات الّتي كانت أعلى من مستوى الأطفال مثل: (يربِّت، نفق، ضريح، الخ...)، وهذا الأمر يخدم فكرة التطوُّر، والانفتاح على اللغة، ويتيح فرصة التساؤلات الّتي هي أساس المعرفة. اعتمدت الكاتبة على المحسنات البديعيَّة، والجرس الموسيقي المُحبَّب لدى الأطفال، وذلك مما يشدُّ الطفل، ويشوِّقه للالتصاق أكثر بالقصَّة، وكمثال على ذلك: (أذنان طويلتان، عينان جميلتان)، (أزمنة، وأمكنة)، (أُمَّه، وأباه، أُخته، وأخاه)، حتى في الأسماء المُستخدمة ركزت الكاتبة على استخدام الجرس الموسيقي، فكانت الأسماء (أسيل، هديل، نبيل)، وهذا يعيدنا إلى قصص أجدادنا عندما كانوا يبدؤون بسرد القصَّة باستخدام السجع في قولهم مثلا: (كان يا ما كان في قديم الزمان).

Pages