كتاب "الحركة العمالية في تونسنشأتها ودورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي (1924-1956)"، تعد دراسة الحركة العمالية في أي قطر عربي من الدراسات المهمة في مجال التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لانه من خلالها، تتضح أبعاد الواقع الاقتصادي والاجتماعي ،وما يرتبط بذلك من
You are here
قراءة كتاب الحركة العمالية في تونس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
المقدمة
تعد دراسة الحركة العمالية في أي قطر عربي من الدراسات المهمة في مجال التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لانه من خلالها، تتضح أبعاد الواقع الاقتصادي والاجتماعي ،وما يرتبط بذلك من واقع سياسي وعليه، فان البحث في الحركة العمالية في تونس، هو بحث عن حقيقة هذا التيار الاجتماعي – الاقتصادي الذي أدى دوراً فاعلاً في كشف الواقع التونسي في المجالات المختلفة،السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى النقابية ، ذلك أن بحث العمال عن حقوقهم المهنية والنقابية قاد الى طرح قضية الواقع الاقتصادي الوطني وما يترتب عليه من أبعاد سياسية واجتماعية .فلقد فرض الواقع السياسي الذي تمثل بالاحتلال الفرنسي لتونس، وضعية اقتصادية – اجتماعية – ثقافية ، تتلاءم وطبيعة هذا الاحتلال، حيث الرغبة الجامحة في الاستحواذ على كل شيء ،وتسخير كل شيء لخدمة الاستعمار الفرنسي منذ بداية الاحتلال عام 1881 وحتى الاستقلال عام 1956 .
وجاء رد الفعل الوطني من خلال حركته الوطنية ،وقيادتها المتمثلة بالحزب الحر الدستوري التونسي القديم والجديد بعد الحرب العالمية الاولى(1914-1918) وبعد الحرب العالمية الثانية(1939-1945) وقد انضم الاتحاد العام التونسي للشغل الى الجهد الوطني التونسي لمقاومة المحتل ،فكان الدفاع عن الحقوق المهنية والنقابية يصب ويتناغم مع الدفاع عن الحقوق الوطنية العامة في الحرية والاستـقلال. وعليه فقد شكلت الحركة العمالية وواجهتها النقابية ((الاتحاد العام التونسي للشغل)) تياراً اجتماعياً ذا أبعاد وطنية سياسية واقتصادية وثقافية أدت دوراً فاعلاً وكبيراً في النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال التونسي وفي النضال الاقليمي المغاربي والعربي والدولي ايضاً دفاعاً عن الحقوق والحريات النقابية والوطنية العامة.
وقد قسمت الدراسة الى أربعة فصول:
تناول الفصل الاول موضوع (الاحتلال الفرنسي وسياسته في تونس) استعرض تفاصيل الاحتلال الفرنسي لتونس و السياسة الفرنسية في المجالات الادارية ، والهجرة والتجنيس، والاقتصادية ،والاستيلاء على الاوقاف، ثم التعليم والصحة اذ كشفت السياسة الاستعمارية الفرنسية عن طبيعتها الاستحواذية وعن الحيف والظلم الذي وقع على الشعب التونسي طيلة زمن الاحتلال الذي عمل على محاولة تجريد الشعب من هويته العربية الاسلامية.
أما الفصل الثاني فقد تناول (ظهور الحركة العمالية التونسية بين الحربين وتطورها) حيث تم استعراض بدايات ظهور الحركة العمالية التونسية ومحاولة تأسيس تنظيم نقابي ومحاولة تأسيس تنظيم نقابي خاص بالعمال التونسيين بعيداً عن التنظيم النقابي العمالي الفرنسي الموالي للسياسة الفرنسية ،ومن خلال العديد من الشخصيات الوطنية التونسية ،وذلك للدفاع عن حقوق العمال التونسيين ،ثم الصراع النقابي التونسي-الفرنسي الذي جاء اثر محاولة الوطنيين التونسيين تشكيل تنظيم نقابي خاص بهم للدفاع عن حقوقهم ضد التمييز والتفرقة في المعاملة والاجور والضمان الاجتماعي وكل مايتعلق بحقوقهم المهنية والنقابية والحياتية ،وتناول اوضاع الحركة العمالية التونسية حتى عام 1945.
أما الفصل الثالث فقد تناول (الاتحاد العام التونسي للشغل1946-1956) من حيث الهيكل التنظيمي، فضلاً عن دوره الوطني ،ودوره الاقتصادي والاجتماعي فكان الدور الاقتصادي – الاجتماعي للاتحاد ومحاولته الدؤوبة والجادة وعبر مختلف وسائل النضال ،للدفاع عن الحقوق المهضومة والبحث عن أنجع السبل لتحسين أوضاع العمال وتحقيق مطاليبهم المهنية والوطنية وبشكل يوضح أن الاتحاد العام التونسي للشغل عد أحد أعمدة النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال التونسي.
أما الفصل الرابع فقد تناول (نشاطات الاتحاد العام التونسي للشغل 1946-1956) على صعيد المغرب العربي وعلى الصعيد العربي ،وعلى الصعيد الدولي اذ ساند النضالات العمالية في كل من الجزائر والمغرب من منطلق وحدة العمل المهني والكفاحي ضد الاستعمار الفرنسي ووحدة العمل المشترك مع الحركة العمالية العربية والدولية في الدفاع عن الحقوق المهنية والوطنية .