You are here

قراءة كتاب مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

في هذا الكتاب "مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية" يقدم لنا خلاصة تفكيره، وثمرة ثقافته، ونتائج دراسته الطويلة العريضة لتاريخ المسلمين وواقعهم، ويأتي ذلك بعد (الربيع العربي) الذي كان من نتائجه حتى لحظة تأليف الكتاب تغير نظام الحكم في بلدين عربيين

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7
مصطلح التقدم في الإسلام
 
يرى فهمي جدعان أن مصطلح التقدم هو نقل حرفي لكلمة progres، الفرنسية وقرينتها الإنجليزية والألمانية، وأنه ليس هو المصطلح الأكثر استخداما عندهم، إذ ثمة مصطلحات أخرى مكافئة له تماماً مثل مصطلح الترقي الذي نجده أوسع انتشاراً حتى فترة ما بين الحربين الكونيتين في القرن العشرين، ومصطلح التمدن الذي يشير في أغلب الأحيان إلى ما يعبر عنه اليوم مصطلح الحضارة، لكنه يشير في بعض الأحيان إلى عين ما يفهم من "التقدم" حين يجرد من حتمية الحركة الغائية نحو الأفضل( ).
 
وجدير بالذكر أن الطابع الأخلاقي المعياري لمفهوم التقدم يعني قبل كل شيء ما هو مرغوب فيه أو ما هو الأفضل والأصلح أو ما هو المثالي الذي يرجى تحقيقه في المستقبل القريب أو البعيد، ومع ذلك فإن نسبية هذا المفهوم تتطور بصورة طبيعية عن طابعه القيمي الأخلاقي.
 
لكن الإسلام يقدم طريقاً آخر لمصطلح التقدم – بداية ومفهومًا- بعيدًا عن النسبية المتقلبة، فهو خاتم كلمات الله إلى الأرض (معرفة دينية ومنهجية للحياة) وهو خلاصة أثر السماء في الوجود، وفي الفعل والتقدم إلى الأمام، هو أيضًا ـ وبنفس القدر ـ حركة راجعة إلى البداية أو الأصل؛ لأن الحنيفية الإبراهيمية هي الأصل النقي الخالص للوحي، وما حدث في الحقبة الزمنية الإنسانية التي تفصل الحنيفية عن الإسلام مما يبدو "تقدمًا" هو في حقيقة الأمر تراجع حقيقي.
 
وقد اتخذ هذا التراجع أشكالاً عدة في اليهودية وفي خرقها للميثاق، وفي المسيحية وتأليهها للإنسان، أو تأنيسها لله، أو في الديانات الطبيعية السادرة في غيِّها الممعنة في التنكر لرسالات السماء، في التنكب عن طريق النور( ).
 
فالتقدم في الإسلام يبدأ من الحنيفية الإبراهيمية، ويمتد في حركة غير مستقيمة متعرِّجة – قريبًا من الأنبياء أو بعيدًا عنهم لتصل إلى خاتم الأنبياء محمد عليه السلام سنة 571م( ).
 
لقد بدأت الأمة الإسلامية تستيقظ من نومها، وتشعر بأنها أمة متخلفة، وأن الماضي لا يغني عنها شيئاً؛ إلا إذا جاهدت في بعثه بأسلوب عصري جديد.
 
ولقد بدأت الأمة تشعر بالقلق والتوتر مع الأزمة الحضارية التي وجدت نفسها فيها منذ قرنين على الأقل، وكان من نتيجة هذا أن ظهر في هذين القرنين مصلحون كثيرون؛ اعتمدوا على محاولات الإصلاح التي قام بها المصلحون الأوائل وعلى رأسهم: الإمام على بن أحمد بن حزم (ت 456هـ) وشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية (728 هـ) والعلامة بن خلدون (ت 808هـ) ( ).

Pages