نعلم جميعا أن خير وسيلة لاستقامة السلوك والأخلاق، هي التربية القائمة على العقيدة الدينية.
You are here
قراءة كتاب أحسن قصص الأطفال من بساتين الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

أحسن قصص الأطفال من بساتين الإسلام
الصفحة رقم: 2
النجار
منذ طفولته، كان العم"أبو محمود"قد بدأ العمل في منجرة، يتدرب على أعمال التجارة، فقد ترك المدرسة قبل دخول الصف الخامس.
ومع مرور السنين، أصبح العم "أبو محمود" نجارا بارعا، يطلبه معظم الذين يتعاملون مع تلك المنجرة لإنجاز أعمالهم، فلقد كانت كل أعماله إبداعات فنيّة رائعة. ولهذا كان صاحب المنجرة يعطيه راتبا ممتازًا، ونسبة من الأرباح، ويحترمه ويحبه.
ومعا كبر العم " أبو محمود " ، وكبر صاحب المنجرة فاستعان بأحد أبنائه، ولكنه بقي يشرف إداريا على العمل.
وشعر العم"أبو محمود" أنه قد حان أوان الراحة، وعليه أن يقضي ما شاء الله له من بقية في العمر مع عائلته. لكنه كان يخجل من مصارحة صاحب المنجرة بما يفكر فيه، احتراما وتقديرا له.
وذات صباح استجمع العم أبو محمود شجاعته، وأبلغ صاحب العمل بقراره، والذي رجاه أن يبقى ليساعده بالإشراف على كل أعمال المنجرة، دون أن يعمل بيده. ولكن "أبا محمود" أصرّ على التقاعد.
- لي رجاء أخير عندك، قال صاحب العمل.
- ما هو ؟ لن أتردد لحظة في تنفيذ ما تطلب. قال أبو محمود .
- أريد أن تبنيَ لي بيتا جميلا من الخشب في مزرعتي القريبة.
- سأفعل - إن شاء الله - .
بدأ العم أبو محمود بناء البيت بعد الاتفاق على التصاميم، وراح صاحب البيت يزوده بكل ما يطلب.
لكن النفس أمّارة بالسوء، وبدأ الشيطان - لعنة الله عليه - يوسوس لها، ويحدّث أبا محمد: كم هو ظالم صاحب هذا العمل، يريدك أن تعمل حتى آخر لحظة، وستبني له هذا البيت الجميل، دون أن يعطيك أجرا، ألا ترى أنه يستغل فيك الصداقة والطيبة وكرم الأخلاق. قم ببناء هذا البيت كما اتفق، ولا تتعب نفسك.
ووجَدَت وسوسة الشيطان في نفس أبي محمد قبولا، فراح يضع قطعا من الخشب غير صالحة في أماكن غير مرئية، ولا يهتمّ كثيرا بأعمال الديكور، ويتأخّر في إنجاز البناء. وصاحب العمل لا يسأله بشيء لثقته الكاملة فيه.
وحين انتهى البناء، أخبر أبو محمد صاحبه أن يأتي لاستلامه، وحين وصل إلى حيث البناء، نظر إلى أبي محمود وقال له :
- أخي الحبيب، كنت لي نعم المعين بعد الله ،وكنت ليَ الصديق الصدوق، وكنت موضع ثقتي دائما، ولم أجد شيئا أقدّمه لك غير هذا البيت، فطلبت منك بناءه لي، لأنك لن تقبل الهدية لو أعلنت عنها منذ البداية، مبارك عليك هذا المنزل، تعيش فيه أنت وعائلتك بهناء وسعادة، وتركه وانصرف.
- وقف "أبو محمود" مذهولا نادما، ومع دموعه المتساقطة، راح يستغفر الله ويتوب إليه، ويلعن الشيطان ويقول: كان عليّ أن أكون أكثر إيمانا وصبرًا، وأتذكر أن من أراد أن يكون له بيت صالح جميل في الجنة، فيجب أن تكون البيوت التي يبنيها في الدنيا صالحة وجميلة، ليس فيها عيب وغش.