في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.
You are here
قراءة كتاب الحب والحرية والفردانية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الحب والحرية والفردانية
الصفحة رقم: 6
إن الإنسان الذي يحب ذاته يكتشف أن أناه تختفي. وعبر محاولة حب الآخرين ـ بدون حب الذات ـ فإن الأنا تظهر. إن المبشرين والمصلحين الاجتماعيين والعاملين في مجال الخدمات الاجتماعية هم الأشخاص الذين لديهم أكبر (أنا) في العالم، وهذا هو الطبيعي. هم يظنون أنفسهم أشخاصاً استثنائيين، أشخاصاً خارقين،ليسوا أشخاصاً عاديين يحبون أنفسهم. إنهم يحبون الآخرين، يحبون الأفكار العظيمة، يحبون الله.
إن كل الحب الذي لديهم هو عبارة عن زيف، لأن حبهم هو من غير أصل، حب ليس له جذور.
يخطو الإنسان الذي يحب ذاته الخطوة الأولى باتجاه الحب الحقيقي. الأمر مشابه لإلقاء حصاة صغيرة في بحيرة ماء، حيث تتشكل موجة دائرية حول مركز سقوط الحصاة، هذا طبيعي، من أين ستبدأ إلا من ذلك المكان؟ وبعدها سوف تنتشر الأمواج لتصل إلى أبعد شاطئ. إن أنت أوقفت بطريقة ما التموجات المنبعثة قريباً من مركز سقوط الحصاة فلن تتشكل أية تموجات أخرى، وحينها لن تستطيع أن تأمل بوصول التموجات إلى شاطئ أبعد، إن هذا غير ممكن.
لقد أصبح رجال الدين والسياسة مدركين لتلك الظاهرة: إن إيقاف الناس عن حب ذواتهم سوف يدمر قدرتهم على الحب. وعندها، أياً يكن ما يعتقدونه ما سيكون شيئاً زائفاً. ربما كان أداء واجب لكنه ليس حباً. إن كلمة واجب هي كلمة قذرة مؤلفة من أربعة حروف. الأهل يقومون بواجبهم تجاه الأولاد وبالمقابل يقوم الأولاد بواجبهم تجاه آبائهم، الزوجة تقوم بواجبها تجاه الزوج والزوج بدوره يقوم بواجبه تجاه الزوجة. أين الحب في كل هذا؟
الحب لا يعرف الواجب. فالواجب عبء، إنه التزام شكلي. الحب متعة، الحب مشاركة، هو شيء عام غير رسمي. لا يشعر المحب بأنه قام بما يكفي، بل يشعر بأنه كان بالإمكان القيام بأكثر من ذلك. لا يشعر المحب بأنه يُلزِم الآخرين به بل على العكس من ذلك، يتكون لديه شعور آخر بحيث يقول: "بما أن من أحبه يتلقى شعور الحب الذي لديَّ، فأنا ملتزم. إن الآخرين يلزمونني عبر تلقي ما أعطيه وعدم رفضهم له."
يعتقد الشخص الذي تأسس شعوره على القيام بالواجب أنه أرقى، أنه روحاني، خارق للمألوف. أنظروا إلي كيف أخدم الناس!؟" هؤلاء الذين يقوم شعورهم على خدمة الناس هم أكثر الناس زيفاً في العالم وأكثر الناس خبثاً وأذىً أيضاً. إن كان بإمكاننا أن نتخلص من (المتطوعين لخدمة المجتمع)(1) فستصبح البشرية بدون أعباء، ستشعر البشرية بالخفة، سوف يكون بإمكاننا الرقص مجدداً والغناء أيضاً.