"صلاة الخوف" دراسة حديثية فقهية، هذا العمل الذي تراه أو هو بين يديك هو تتميم لما بدأناه لتيسير الفقه الإسلامي الذي يسر الله إتمام صفة الصلاة ضمن البرنامج المسمى (صلِّ كما صلى الرسول ) وقد أصدرته (التراث) وتم تداوله، هذا وموضوع صلاة الخوف موضوع مهم ومتعب ومم
You are here
قراءة كتاب صلاة الخوف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حديث علي بن أبي طالب
قال: صليت مع النبي صلاة الخوف ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنه صلاها ثلاثاً.
رواه ابن أبي شيبة [2 / 464] وفي ((المسند)) كما في ((المطالب)) (739)، وسعيد في ((السنن)) (2509) والبزار (681).
والحديث من رواية أبي إسحاق عن الحارث، وذا إسناد ضعيف منقطع.
9 / الوضوء والتيمم : انظر حديث أبي موسى وأنس في فتح تستر.
سبب النزول:
في ((الدر المنثـور)) (1 / 737): وأخرج الطيالسي (2231) وعبد الـرزاق وابن أبي شيبـة وأحـمد وعبد بن حميـد والنسائـي وأبـو يعلـى والبيهقي في ((سننه)) (3 / 251) عن أبي سعيـد الخـدري قال: كنا مع رسـول الله يوم الخندق فشغلنـا عن صلاة الظهـر والعصر والمغرب والعشـاء حتى كفينـا ذلك، وذلـك قـولـه: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [ الأحزاب: 25 ] فأمـر رسـول الله بلالاً فأقـام لكـل صـلاة إقامة وذلـك قبـل أن ينـزل عـليـه: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [ البـقـرة: 239]. اهـ.
وقال البيهقي (1 / 402) بعد أن رواه: وهكذا رواه أبو عبيدة ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه في هذه القصة في إحدى الروايتين عنه إلا أن أبا عبيدة لم يدرك أباه وهو مرسل جيد.
ورواه الطبري (21 / 149).
قال الحافظ: ادعى أن تأخيره للصلاة يوم الخندق دال على نسخ صلاة الخوف، قال ابن القصار: وهو قول من لا يعرف السنن لأن صلاة الخوف أنزلت بعد الخندق فكيف ينسخ الأول الآخر؟ فالله المستعان.
سبب آخر: ينظر حديث أبي عياش الزرقي.
* فوائد:
((فتح الباري)) (2 / 430 ـ 437):
استدل [ بصلاة الخوف ] على عظم أمر الجماعة بل على ترجيح القول بوجوبها لارتكاب أمور كثيرة لا تغتفر في غيرها ولو صلى كل امرئ منفرداً لم يقع الاحتياج إلى معظم ذلك.
* فائدة أخرى:
قال الحافظ: وقد ورد في كيفية صلاة الخوف صفات كثيرة ورجح ابن عبد البر هذا الكيفية الواردة في حديث ابن عمر على غيرها لقوة الإسناد لموافقة الأصول في أن المأموم لا يتم صلاته قبل سلام إمامه.
وعن أحمد قال: ثبت في صلاة الخوف ستة أحاديث أو سبعة أيها فعل المرء جاز ومال إلى ترجيح حديث سهل بن أبي حثمة، وكذا رجحه الشافعي. ولم يختر إسحاق شيئاً على شيء وبه قال الطبري وغير واحد منهم ابن المنذر وسرد ثمانية أوجه، وكذا ابن حبان في ((صحيحه)) وزاد تاسعاً.
وقال ابن حزم صح فيها أربعة عشر وجهاً. وبينها في جزء مفرد.
وقال ابن العربي في ((القبس)): جاء فيها روايات كثيرة أصحها ستة عشر رواية مختلفة، ولم يُبَيّنها. وقال النووي نحوه في ((شرح مسلم)) ولم يبينها أيضاً، وقد بينها شيخنا الحافظ أبو الفضل في ((شرح الترمذي)) وزاد وجهاً آخر فصارت سبعة عشر وجهاً، لكن يمكن أن تتداخل.
قال صاحب ((الهدي)): أصولها ست صفات وبلغها بعضهم أكثر، وهؤلاء كلما رأوا اختلاف الرواة في قصة جعلوا ذلك وجهاً من فعل النبي وإنما هو من اختلاف الرواة. اهـ.
وهذا هو المعتمد واليه أشار شيخنا بقوله: يمكن تداخلها.
* فائدة:
في ((الفتح)): حكى ابن القصار المالكي: أن النبي صلاها عشر مرات. وقال ابن العربي: صلاها أربعاً وعشرين مرة. وقال الخطابي: صلاها النبي في أيام مختلفة بأشكال متباينة يتحرى فيها ما هو الأحوط للصلاة و الأبلغ للحراسة فهي على اختلاف صورها متفقة المعنى. اهـ.
وفي ((الدراية)) (1 / 228) للحافظ ابن حجر قال:
تنبيه: ذكر بعضهم في صلاة الخوف عشرة أنواع، والذي في المغازي أربعة أنواع:
ذات الرقاع وهو في ((الصحيحين)) من طريق صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة.
وبطن نخل وهو في النسائي عن جابر.
وعسفان وهو عند أبي داود والنسائي من حديث أبي عياش الزرقي.
وغزوة ذي قرد وهو في النسائي من حديث ابن عباس.
* فائدة:
قالت عائشة وهي تصف صلاة الخوف: ثم عاد فسجد الثانية وسجدوا معه سريعاً كأسرع الإسراع جاهدًا لا يألون سراعاً.
* فائدة:
قال ابن القيم (1 / 529):
وكان من هديه في صلاة الخوف أن أباح الله سبحانه وتعالى قصر أركان الصلاة وعددها إذا اجتمع الخوف والسفر،
وقصر العدد وحده إذا كان سفر لا خوف معه،
وقصر الأركان وحدها إذا كان خوف لا سفر معه،
وهذا كان من هديه، وبه تعلم الحكمة في تقييد القصر في الآية بالضرب في الأرض والخوف.