في مقدمة كتابه "مذكرة في السيرة والشمائل" يقول الكاتب علي محمد علي خير الله: "طلب مني أن أضع مذكرة في السيرة والشمائل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:- وكان المحدد لتسليمه ضعيف جداً. فأوسعت بهدى ..
You are here
قراءة كتاب مذكرة في السيرة والشمائل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ديانات العرب
كان العرب معظمهم يدينون بدين إبراهيم عليه السلام، فكانوا يعبدون الله ويوحدون الله ويوحدونه ويلتزمون بشعائر دينه الحنيف، حتى طال عليهم الأمد ونسوا خطاً مما ذكروا به، إلا أنهم بقى فيهم التوحيد وعدة شعائر من هذا الدين، إلا أن عمرو بن لحى رئيس خزاعة، وكان قد نشأ على أمر عظيم من المعروف والدقة والحرص على أمور الدين، فأحبه الناس ودانوا له، ظناً منهم أنه من أكابر العلماء وأفاضل الأولياء.
ثم إنه سافر إلى الشام، فرآهم يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك وظنه حقاً، لن الشام محل الرسل والكتب، فقدم ومعه الصنم هبل وجعله في جوف الكعبة، ودعا أهل مكة إلى الشرك بالله فأجابوه، ثم لم يلبث أهل الحجز أن تبعوا أهل مكة، لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم.
وقد أقدم أصنامهم مناة، كانت لهذيل وخزاعة، وكانت على ساحل البحر الأحمر، ثم اتخذوه اللات في الطائف.
فكانت هذه الأصنام الثلاثة أكبر أوثان العرب، ثم كثر فيهم الشرك، وكثرت الأوثان في كل بقعة.
وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب، حتى صار لكل قبيلة ثم في كل بيت منها صمنم، أما المسجد الحرام فكانوا قد ملأوه بالأصنام، ولما فتح رسول الله مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنماً، بطعنها بعود في يده حتى تساقطت،ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وحرقت، وكان في جوف الكعبة أيضاً أصنام وصور، منها صنم على صورة إبراهيم، وصنم على صورة إسماعيل عليهما السلام ، وقد أزيلت هذه الأصنام ومحيت هذه الصور أيضاً يوم الفتح.
وقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا رأيت عمرو بن عامر بن لحى الخزاعي لا أرى امعاءها في النار، لأنه أول من غير دين الله تعالى و سيدنا إبراهيم الخليل.
وهكذا فكانت أديان العرب يومئذ أديان شرك وكفر.
صور من المجتمع العربي الجاهلي
الحالة الإجتماعية
كان العرب يعيشون في جاهلية عمياء، بكل ما تحمله كلمة جاهلية من معاني. فكانوا يعددون بني الزوجات من غير حد معروف ينتهي إليه حتى جاء القرآن وحددها في أربع، وكانوا يجمعون بين الأختين، وكانوا يتزوجون بزوجة آبائهم إذا طلقوها أ ماتوا عنها.
وكانت فاحشة الزنا سائدة في جميع أوساط المجتمع الجاهلي. وكانت هناك عادة قبيحة وهي وأد البنات، خشيةٍ من العار والإنفاق، ويقتل الأولاد خشية الفقر والإملاق.
أما معاملة الرجل مع أخيه وأبناء عمه وعشيرته فقد كانت موطدة قوية متينة، فقد كانوا يحيون للعصبية القبيلية ويموتون .
فيمكن القول ان الحالة الإجتماعية كانت في الحضيض من الضعف، فلجهل ضارب أطنانه، ووجدت الخرافات طريقها إلى نفوس الناس، والناس يعيشون كالأنعام، والمرأة تباع وتشترى وتعامل كالجمادات أحياناً.
الحالة الاقتصادية
أما الحالة اقتصادية، فتبعت الحالة الاجتماعية، ويتضح ذلك إذا نظرنا في طرق معايش العرب، فالتجارة كانت أكبر وسيلة للحصول على حوائج الحياة، والرحلات التجارية لا تسير إلى إذا ساد الأمن والسلاح، وكان ذلك مفقوداً في جزيرة العرب، إلا في الأشهر الحرم، وفي هذه الشهور كانت تعقد أسواق العرب الشهيرة من عطاظ وذي المجاز ومجنة وغيرها.
أما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها، ومعظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة وغيرها كانت في أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام.