في مقدمة كتابه "مذكرة في السيرة والشمائل" يقول الكاتب علي محمد علي خير الله: "طلب مني أن أضع مذكرة في السيرة والشمائل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:- وكان المحدد لتسليمه ضعيف جداً. فأوسعت بهدى ..
You are here
قراءة كتاب مذكرة في السيرة والشمائل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
3- عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان عبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفهم وأحبهم إليه، وأمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة وهو الذبيح، وذلك أن عبد المطلب لما تم أبناءه عشرة.
وعرف أنهم يمنعوه أخبرهم بنذره فأطاعوه، فقيل إنه أقرع بينهم أيهم ينحر؟ فطارت القرعة على عبد الله، وكان أحب إليه. فقال : اللهم هو أو مائة من الإبل ثم أقرع بينه وبين الإبل فطارت القرعة على المائة من الإبل. وكانت الدية من قريش مائة من الإبل، وأقرها الإسلام، وروى عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال " أنا أين الذبيحين" يعني إسماعيل، وأباه عبد الله.
واختار عبد المطلب لولده عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد المناف بن زهرة بن كلاب، وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسباً وشرفاً، فزوجه بها، فبنى بها عبد الله في مكة، وبعد قليل أرسله عبد المطلب إلى المدينة يختار لهم تمراً، فمات بها عبد الله، وقيل: بل خرج تاجراً إلى الشام، فأقبل في عير قريش، فنزل بالمدينة وهو مريض فتوفي بها، ودفن في دار التابغة الجعدي، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وكانت وفاته قبل أن يولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه يقول أكثر المؤخرون ، وقيل: بل توفي بعد مولده بشهرين أو أكثر.ولما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة بأروع المراثى، قالت:
عفا جانب البطحاء من ابن هاشم * وجاور لحد خارج في الغماغم
دعته المنايا دعوة فأجابه * وما تركت في الناس مثل ابن هاشم
عشية راحوا يحملون سريره * تحاوره أصحابه في التزاحم
فإن تك غالته المنايا وريبها * فقد كان معطاء كثير الترحم
وجميع ما خلفه عبد الله خمسة جمال، وقطعة غنم، وجارية حبشية اسمها بركة ونيتها أم أيمن، وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.