في مقدمة كتابه "مذكرة في السيرة والشمائل" يقول الكاتب علي محمد علي خير الله: "طلب مني أن أضع مذكرة في السيرة والشمائل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:- وكان المحدد لتسليمه ضعيف جداً. فأوسعت بهدى ..
قراءة كتاب مذكرة في السيرة والشمائل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
موقع العرب وأقوامها
إن السيرة النبوية – على صاحبها أفضل الصلاة والسلام - الحقيقية عبراة عن الرسالة التي حملها رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى المجتمع البشري قوً وفعلاً، وتوجيهاً، وسوكاً، فغير بها موازين الحياة، فبدل مكان السيئة الحسنة، وأخرج بها الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبارة العباد إلى عبادة الله، ومن جور الحكام إلى عدل الإسلام.
موقع العرب
كلمة العرب تنشئ عن الصحاري والقفار، والأرض المجدية التي لا ماء فيها ولا نبات، وقد أطلق هذا اللفظ منذ أقدم العصور على جزيرة العرب، كما أطلق على قوم قطنوا في تلك الأرض واتخذوها موطناً لهم.
وجزيرة العرب يحدها غرباً البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء، وشرقاً الخليج العربي وجزء من بلاد العراق الجنوبية، وجنوباً بحر العرب الذي هو امتداد البحر ،وشمالاً بلاد الشام وجزء من بلاد العراق، على اختلاف في بعض هذه الحدود، وتقدر مساحتها ما بين مليون ميل مربع إلى مليون وثلاثمائة ألف ميل مربع.
ولجزيرة العرب أهمية بالغة من حيث موقعها الطبيعي والجغرافي، فإنها في وضعها الداخلي محاطة بالصحاري والرمال من كل جانب، ولأجل هذا الوضع صارت الجزيرة حصناً منيعاً لم يستطع الأجانب أن يحتلوها ويبسطوا عليها سيطرتهم ونفوذهم. ولذلك نرى سكان الجزيرة أحراراً في جميع الشئون منذ أقدم العصور، مع أنهم كانوا مجاورين لإمبراطوريتين عظيمتين لم يكونوا يستطيعون دفع لولا هذا السد المنيع.
ولأحل هذا الوضع الجغرافي كان شمال الجزيرة وجنوبها موئلاً للأمم، ومركزاً لتبادل التجارة، والثقافة والديانة والفنون.
أقوام العرب
قسم المؤرخون العرب إلى ثلاثة أقسام، بحسب السلالات التي ينحدرون منها:-
1- العرب البائدة: وهم العرب القدامى الذين انقرضوا تماماً ولم يكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم، مثل : عاد، وثمود، وطسم، وجديس، وعملاق، وأميم، وجرعهم، وحضور، ووبار، وجاسم، وحضرموت، وغيرها.
2- العرب العاربة: وهم العرب المنحدرة من صلب يشجب بن يعرب بن قحطان وتسمى بالعرب القحطانية.
3- العرب المستعربة: وهم العرب المنحدرة من صلب إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وتسمى بالعرب العدنانية.
وسوف نسلط الضوء على العرب المستعربة، لأنها هي التي تهمنا وعليها مدار دراستنا.
العرب المستعربة
أصل جدهم الأعلى هو سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام- سيدنا إبراهيم عليه السلام من بلاد العراق، من مدينة يقال لها "أر" على الشاطئ الغربي من نهر الفرات،بالقرب من الكوفة، وقد جاءت الحفريات والتنقيبات بتفاصيل واسعة عن هذه المدينة، وعن أسرة إبراهيم عليه السلام وعن الأحوال الدينية والإجتماعية في تلك البلاد.
ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام هاجر منها إلى حارن أو حرَّان، ومنها إلى فلسطين، فاتخذها قاعدة لدعوته، وكانت له جولات في أرجائها، وفي إحدى هذه الجولات أتى إبراهيم عليه السلام في جبار من الجبابرة، ومعه زوجته سارة، وكانت من أحسن النساء، فأراد ذلك الجبار أن يكيد بها، ولكن سارة دعت الله تعالى عليه فرد الله كيده في نحره، وعرف الظالم أن سارة امرأة صالحة ذات مرتبة عالية عند الله، جارية تسمى هاجر اعترافاً بفضلها، أو خوفاً من عذاب الله، ووهبت سارة هاجر إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام.