You are here

قراءة كتاب مقدمة في علم النفس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقدمة في علم النفس

مقدمة في علم النفس

كتاب "مقدمة في علم النفس"، تأليف :أ.م.د.نبيهه صالح السامراتي أ.م.د. عثمان علي أميمن، يستهدف هذا الكتاب مناقشة وتحديد وتحليل أسس ومفاهيم علم النفس بإسلوب علمي مبسط كمقدمة للقارئ أو الباحث أو الطالب المبتدئ .

تقييمك:
2.5
Average: 2.5 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4

إسهامات العرب والمسلمين في علم النفس

كان للعرب وللمسلمين فضل كبير في دراسة بعض الموضوعات النفسية بطريقة لم تبعد كثيراً عن المنهج العلمي الحديث المتبع في دراسة المواضيع النفسية. ومن بين أعلام العرب والمسلمين في علم النفس :-

1) الفارابي ( 873 - 951 م ) :

وصف " الفارابي " النفس بأنها جوهر روحي غير محسوس ، وأنها حبيسة الجسم ، ويجب أن تترفع عن شهوات الجسد ورغباته ، حتى تسمو فوق أدران المادة ويصفو جوهرها . وهي تصل بالمجاهدة إلى الكمال ، وحين يتم لها ذلك تسعد باتحادها مع الله . وللنفس قدرات تمكن صاحبها من المعرفة . وبعض القدرات مسئول عن الإدراك والفهم ، وبعضها مسئول عن الناحية العلمية . وقوى الإدراك صنفان : حيواني حسي ، وإنساني وجداني وعقلاني . وقال " الفارابي " بفطرية الميول الاجتماعية لدى الإنسان . وقال بتتابع حدوث قوى النفس : الغادية ، الحاسة ، المتخيلة، الناطقة . والنفس ترقى من المحسوس الى المعقول بواسطة القوة المتخيلة . ويقترن بالحاسة نزوع نحو المحسوس ، وبالمتخيلة نزوع نحو المتخيل ، ومثلها الناطقة، وبالقوة النزاعية تكون الإرادة (ماضي ، 1991 : 15).
ولقد وجد " الفارابي " أساسا فطريا للحياة الاجتماعية ، فقال إن الإنسان يعجز عن سد حاجاته الأساسية بنفسه .. وكل واحد من الناس مفطور على أنه محتاج في قوامه وفي أن يبلغ كمالياته إلى أشياء كثيرة لا يمكن أن يقوم بها كلها وحده ، بل إلى قوم له كل واحد منهم بشئ مما يحتاج إليه . وتحدث " الفارابي " عن سمات الشخصية التي ينبغي أن يتصف بها زعيم الجماعة . كما تناول موضوع تماسك الجماعة ، واستعرض الأسس النفسية والاجتماعية لتماسك الجماعة . ( موسى ، 1994 : 29 - 30 ) .

2- ابن سينا ( 980 - 1037م ) :

أوضح " ابن سينا " الصلة بين الجسم والنفس ، وتكلم عن النفس الناطقة وأحوالها ، حيث شرح هبوطها إلى الجسم وحنينها إلى مصدرها الأول . وميز بين عمل الحواس وعمل الغريزة عندما تكلم عن الحواس الظاهرة والحواس الباطنة .
( ماضي ، 1991 : 15 )
وعني ابن سينا بالإدراك الحسي ، وأوضح لنا كيف يدرك العقل الكليات وأن الإدراك مراتب ، وأدنى مراتبه هو الإدراك الحسي الذي يعنى انتقال صورة
الشيء الخارجي الى الذهن ، ولكن الشيء الخارجي مركب من مادة ، فإذا انتقلت صورته المدركة عن طريق الحواس الى الذهن ، فهي غير مادية ، ولو أنها لم تتجرد تماماً من لواحق المادة . وأما الخيال فإنه يبرئ الصورة المنزوعة عن المادة تبرئة أشد ، لأنها موجودة فقط في صفحة الخيال دون وجود مادتها ماثلة أمام الحس . أي أن " ابن سينا " يستعين بالتخيل في انتزاع الكليات من الجزئيات المدركة بالحس .
وتحدث " ابن سينا " عن الانفعالات الموجودة لدى الإنسان والتي لا توجد عند الحيوانات مثل : الضحك ، التعجب ، البكاء والخجل ، وهذه الانفعالات أحوال نفسية ، وخصائصها موجودة فيه بسبب النفس التي له ، أدرك " ابن سينا " العلاقة بين الأمراض الجسمية وعلاقتها بالناحية النفسية . وقد عالج " ابن سينا " مريضاً كان يتوهم أنه بقرة ، واستخدم العشق في العلاج النفسي .

3- الغزالي ( 1058 - 1111م ) :-

تكلم " الغزالي " عن القوى النفسية ونشاط النفس واكتساب العادات الصالحة وترك العادات الطالحة ، وعن القدرات النفسية العاقلة مثل الإدراك والذاكرة والتخيل . وشرح الانعكاسات البسيطة وفرق بينها الأفعال المعقدة وبخاصة الإرادية منها . وتحدث عن الوقائع الفطرية والمكتسبة . ويرى أن الانفعالات مؤلمة وسارة ، وتكلم عن الفروق الفردية في مجالات الاستثارة ، والتحكم بردود الفعل الانفعالية وما يصاحبها من تغيرات ، مميزاً بين وجود الخبرة لدى الإنسان المنفعل وعدم وجودها ، والنفس هي الإنسان على الحقيقة بنفسه لا ببدنه . ( ماضي ، 1991 : 15 - 16 ) .
وقد تحدث " الغزالي " عن أنواع السلوك ودوافعه ، وأوضح كيف نسمو بالسلوك في ضوء نور اليقين والمعرفة بالله . والسلوك عند " الغزالي " ليس سلوكاً آلياً، بل حيوي يستهدف تحقيق هدف معين . وميز بين ثلاثة أنواع من السلوك : الفعل الطبيعي ، والفعل الضروري والسلوك العقلي الإرادي . وذهب إلى أن الأفعال الاضطرارية تصدر عن الإنسان دون سابق إرادة أو علم ودون قدرة على ردها . اما الأفعال الاختيارية هي : الإرادة ، القدرة ، العلم . ويرجع الفضل إلى " الغزالي " في نقل الكثير من قضايا علم النفس لأبن سينا إلى الفلاسفة اللاتينيين في العصور الوسطى. ( موسى ، 1994 : 27 - 31 )

4) ابن خلدون ( 1322 - 1406 ) :-

ذهب ابن خلدون إلي أن عالمنا النفسي كعالمنا الاجتماعي والمادي تحكمه قوانين خاصة ، وأن أحوالنا الاجتماعية والنفسية تظهر في نفس الظروف والمجالات والأحوال التي تكون فيها الٍباب لظهورها السابق أما مماثلة أو مشابهة . وفرق بين إدراك النفس عن طريق آلات الجسم ، وإدراكها في ذاتها .
وسعادة الفلاسفة هي السعادة التي تنتج من الإدراك الأول . وسعادة النفس الناشئة عن إدراكها من ذاتها أعظم وأشد . ( ماضي ، 1991 : 16 ) .
ولقد وضع ابن خلدون نظرية في التعلم ، وقال بوجود ميل فطري الى التجمع . وتناول بالتفصيل العوامل الرئيسية التي تحدد طراز الشخصية السائدة في المجتمع . وله آراء حول الصلة بين سمات الشخصية وبين احتمالات النجاح أو الفشل في مهنة معينة ، كما تدور حول ما يمكن أن يترتب على ممارسة الشخص لمهنة من آثار في سمات شخصيته . ( موسى ، 1994 : 30 ) .
وقد أسهم العرب في العلاج النفسي . حيث تضمن " فردوس الحكمة " لـ " الطبري " كتابات في علم النفس والحواس والأمزجة وبعض العلل العصبية والكابوس الليلي والتشنج العضلي والفالج والارتعاش وشلل الوجه وأمراض وإصابات الرأس والدماغ والصرع وأنواع الصداع المختلفة والدوار والنسيان . كما كتب " ابن سينا " في تفسير الأحلام وكتب في القوى والأفعال وفي وظائف الأعضاء وفي علم النفس ، واعتبر " ابن سينا " العشق من الأمراض العصبية والعقلية كألمانيا والمانخوليا والأرق والنسيان وغيرها من آفات الذهن . وذهب ألي أن من علامات العشق : غور العين ويبسها واختلال نبض العاشق ، حيث يتغير نبضه وحاله عند ذكر المعشوق وبخاصة عند لقائه بغتة ... وانه يمكن الاستدلال على المعشوق بذكر أسماء كثيرة تعاد مرارا وتكون اليد على نبضه ، فغن اختل نبضه اختلالا عظيماً وصار نبضه متقطعاً دل ذلك على عشقه على صاحب الاسم ... وقد أوصى " ابن سينا " بعلاج العاشق بالتنويم والتغذية الصالحة وبإيقاعهم في خصومات وأشغال ومنازعات ... الخ وقد أنشأ العرب " البيمارستان " لمعالجة الجنون . ( مليكة ، 1997 : 22 ) .

Pages