You are here

قراءة كتاب فراغ مليء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فراغ مليء

فراغ مليء

كتاب "فراغ مليء"، للكاتب العراقي محمد خضير، يقول عن كتابه هذا الأديب الدكتور مأمون فريز جرار، "يمضي محمد خضير في مسيرته، يركب أجنحة الحروف ليطوف بنا في عالم من الأمل والألم، يصوّر الواقع بالكلمة وبالصورة، وإن يكن فيه بعض الظلمة، لكن ملامح الفجر ترتسم على ال

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7

لمْ يكتمِلْ..

الخميس، 21 كانون الأول، 2006 أبو ظبي
يوقِظُنِي الحُزْنُ على آخرِ شوقٍ، ولَحَظاتُ العُمْرِ باتَتْ حَجَرًا عَلى هاوِيَةٍ، ولا متّسَعَ لِلبُكاءِ، فأصرُخُ رُغْمَ ذَلِكَ:
لَيْتَكَ هُنا، لَيْتَكَ تَقْرأُ عليهم أنّ الوردَ ما زالَ يحِنُّ لكأسِ ماءٍ مهما اتّسَخَ، ومهما تغيّرَ طعمُهُ أو لونُهُ، واقرأْ عليهم أنّ الشجرَ ما زالَ يورِقُ حُبًّا، وأنّ العُشّاقُ ما زالوا على بُعدِ نكبتينِ منهُ.
ثمّةَ مَنْ يَسْمَعُكَ، اقرأْ دونَ توقّفٍ، أخبَرَنِي المخيَّمُ أنّ هناكَ متسعًا للمجدِ، ومكانًا لقذيفتينِ في جسدِي، اقرأْ عليهِم.. اقرأْ علينَا: أنّ الفِدائِيَّ لا يكتملُ دونَ البندقيّةِ، وأنّ الأرضَ رُغمَ المقابرِ ما زالَتْ تَتَّسِعُ إلى صيوانِ فرحٍ بالعودةِ، وأنّ جَسَدِي ما زالَ رُغمَ القذيفتينِ.. هَدَفًا لِرَصاصَةٍ أخرَى.

فضاءُ الرّوحِ

الاثنين، 06 آب، 2007 - أبو ظبي
قالت: امضِ قُدُمًا، واكتبْ لنا عن هزائِمِنا وأفراحِهِم، ولا تلتفِتْ لانحسارِ الموجِ على شواطئِ الآخرينَ؛ فأمواجُكَ وتلاطُمَاتُها تُخْبِرُنا دومًا عنِ المخبوءِ في زوايا الانكساراتِ، تُخْبِرُنا أنّـا ما زِلْنَا في مهدِ المصائِبِ والنّكَبَاتِ، وأنّ المرأةَ الّتي نُحِبُّ أكبرُ منِ احتمالاتِنا!
فَلِمَ أكتبُ وهزائِمُنَا معروضةٌ أمامَ المجتمعاتِ، ورسائلُ عشقِنا المفضوحةُ باتَتْ سِلْعَةً للجرائدِ والهُواةِ؟!
سأكتبُ ذاتَ يومٍ عن فرحٍ ما لامَسَتْهُ قُلوبُنا، وعنِ اصطيادِ أخٍ لنا في فخِّ العمالةِ، وأكتبُ جِدًّا عن وطنٍ بثوبِ امرأةٍ، تَسابَقَ الجميعُ لعشقِهِ ونكاحِهِ، فعادَ بِحَمْلٍ منبوذٍ، وباتَتْ شمْسُهُ أقربَ للغروبِ منْهُ إلى فجرِ نصرٍ مزعومٍ، فلماذا أكتُب؟
إنْ كنتُ لا أُميّزُ بينَ (الميركافا) وبينَ أخي! وكيفَ أكتبُ لامرأةٍ لا تأتيْ إلا لتقولَ وداعًا.. هيَ تَمْتَمَةٌ مِنْ حروفٍ، وأبجديةٌ لا تليقُ إلا بشاعرٍ مهزومٍ.!
أُشيرُ إِلى فضائِهَا
قَدْ ضجَّ المكانُ
واتّسَعَتْ دائرةُ الروحِ
فكانَتْ:
ملاذَ اللَّحظةِ
وملاذَ النَّشْوَةِ والانتقامِ!
عَبَثًا تُحاوِلُ يا قلبُ..
فَمَنْ يُعيدُ لهذي الأَشْلاءِ زمانَها
ويُعيدُ ابتسامةً كانَتْ
شفاهَ اللَّحنِ..
وَصَمْتَ الكلامِ؟
فاكتبُوا على الضّريحِ:
هذا الرجلُ لَنْ يستريحَ،
مَلاذُ اللَّحظةِ باتَ يضيقُ
والقَبْرُ يُوَسِّدُ ذِراعَيْهِ على جَسَدِي
وَتَنْخِرُ الآلامَ ديدانٌ في العظامِ!
فَتُظْلِمُ الحُجُراتُ
وَتشْتَدُّ وِحْدَتِي
إلا مِنْ نارٍ آنَسْتُ لها حينَ بَردٍ
.. ثمّ مَنْ لهذي النّارِ بَعْدِي
حينَ أمْضي غريبًا
فَيأخُذُ الطوفانُ قَبْرِي.. والسّلامُ؟؟

Pages