You are here

قراءة كتاب توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

كتاب "توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة"، نزلت توني موريسون على درج قاعة الحفلات الموسيقية في ستوكهولم، في السويد، بتروٍ مثل ملكة. وقد داعبت جدائلها الرمادية مؤخرة عنقها في خصل لولبية طويلة.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

الفصل الثالث

"توني" موريسون

بعد وقت غير طويل من وصولها إلى حرم جامعة هوارد في خريف عام 1949، اتخذت كلوي قرارين من شأنهما أن يؤثرا على حياتها في سن الرشد إلى حد كبير. فقد غيرت اسمها من كلوي إلى «توني» (اختصار لاسمها الأوسط أنتوني)، وذلك لأن بعض زملائها لم يكن باستطاعتهم نطق اسمها بشكل صحيح، وانضمت إلى هوارد يونيفيرسيتي بلييرز، وهم فرقة مسرح جامعية تتألف من طلاب وأعضاء من هيئة التدريس.
وقد أدت فرقة هوارد يونيفيرسيتي بلييرز أعمالاً لوليام شيكسبير، وغيره من كتاب المسرح الأوروبيين الموقرين، خلال العام الدراسي. لقد استكملت العروض المسرحية تخصصها الأساسي في الأدب الإنجليزي، وتخصصها الفرعي في الأدب الكلاسيكي. وفي الصيف، قدمت الفرقة عروضها لجمهور من الأمريكيين الأفارقة في جميع أنحاء الجنوب الأميركي. إن تلك الرحلات إلى الولايات الجنوبية جعلت توني أكثر ألفة مع حياة وكفاحات أبويها وأجدادها الذين فروا من الفصل والتمييز العنصريين القانونيين، على أمل الحصول على فرص أفضل في الشمال الأميركي. لقد كانت توني قاردة على الاطلاع عن كثب على الأحوال المعيشية التعيسة لكثير من الأمريكين الأفارقة الريفيين الذين لم يتمكنوا من التقدم عن الأجيال السابقة من العاملين كمزارعين مستأجرين. لقد عملوا مقابل أجور وضيعة، وتحملوا الفصل في الحمامات العامة ودور السينما. وعلى الرغم من أن توني - الممثلة - لم يكن لديها اهتمام في الكتابة عن الظلم الذي رأته في الجنوب، فقد تأثرت بالصور التي رأتها، وبالأمريكيين الأفارقة الذين أتوا لحضور عروضها المسرحية. هذه الذكريات الخاصة بالأمريكيين الأفارقة تركت انطباعاً دائماً على الأدب الذي كتبته في السنوات اللاحقة.
ولسوء الحظ، فقد اكتشفت توني أن الكثيرين من زملاء صفها من الأمريكيين الأفارقة في جامعة هوارد لم يكونوا مهتمين بشكل خاص بالحياة العادية للأمريكيين الأفارقة الجنوبيين - أو بتاريخ ومساهمات الأمريكيين الأفارقة. لقد كان لدى الطلاب وهيئة التدريس في جامعة هوارد في ذلك الوقت القليل من الاهتمام في الثقافة الأمريكية الإفريقية الحقيقية، على الرغم من أن الجامعة قد تأسست في عام 1867 لتدريب الوعاظ الأمريكيين الأفارقة لمساعدة الأمريكيين الأفارقة الأحرار بعد الحرب الأهلية. وقد وجدت توني أن تاريخ وثقافة وأدب الأوروبيين والأمريكيين البيض كانت تدرَّس في الصفوف الدراسية أكثر من أعمال السود. لقد كانت تلك ممارسة شائعة في العديد من الجامعات، الخاصة بالسود وبالبيض على حد سواء، في أربعينيات القرن العشرين. ولم تصبح الدراسات الأمريكية الإفريقية مادة تدرَّس على نطاق واسع في معظم المدارس والجامعات إلا بعد حركة الحقوق المدنية التي قامت بعد عشرين عاماً.
وفي الحرم الجامعي، كان الطلاب ينشغلون بوضع أقرانهم الاجتماعي ولون بشرتهم. وكان الطلاب من الطبقتين الوسطى والعليا ذوي البشرات الفاتحة أو الشقراء هم المفضلون على الطلاب الذين أتوا من أصول عائلية أكثر تواضعاً ولون بشرتهم أغمق. على سبيل المثال، كانت توني تعرف طالبة لم تكن تحظى بشعبية لدى الشباب في الحرم الجامعي بسبب لون بشرتها البني الغامق. ولكن مواقفهم تغيرت تجاهها عندما علموا أن والديها كانا أغنياء. لقد اهتم الشباب فجأة بالمرأة الشابة، وطلب الكثير منهم مواعيد للخروج معها. واستنكرت توني تصرفات الشباب حيث أنهم كانوا مهتمين بصداقتها فقط لأنه كان لديها مال.
لقد شاركت توني في بعض الأنشطة الاجتماعية في الحرم الجامعي - وانضمت إلى ألفا كابا ألفا، إحدى الجمعيات النسائية العديدة في الحرم الجامعي، ولكنها بذلت قصارى جهدها لتجنب المشاركة في بعض المواقف والسلوكيات النخبوية والمتغطرسة لزميلاتها. وأرادت توني أن تتشبث بجذور الطبقة العاملة والجنوبية لعائلتها، وأن تعرف المزيد عن إرثها الأمريكي الإفريقي دون استعداء نظام الطبقة الوسطى الاجتماعي الجديد الذي وجدته بشكل مفاجئ في جامعة هوارد. لقد كانت رحلة غريبة، ولكن توني لم تكن خائفة من اختبار استقلاليتها الجديدة. وبدلاً من ذلك، ركّزت على واجباتها الدراسية، وتخرجت في عام 1953، وقامت بتقديم طلب للتسجيل في برنامج الماجستير في جامعة كورنيل.
سجَّلت توني في جامعة كورنيل للحصول على شهادة في اللغة الإنجليزية. وواصلت حبها للأدب الكلاسيكي، وقررت أن تكتب بحث أطروحتها حول أعمال وليام فولكنر وفيرجينيا وولف، وانشغال الكاتبين في موضوع الانتحار. وتخرجت توني في عام 1955.
 

Pages