You are here

قراءة كتاب ملحمة الخواطر في خضم المخاطر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ملحمة الخواطر في خضم المخاطر

ملحمة الخواطر في خضم المخاطر

هذه الملحمة ما هي إلا رواية عمري الواقعية مع الدموع وهي عبارة عن 12.240 يوم وليلة و293.760 ساعة ابتداء من 1\3\1973 ميلاد المسيح وحتى 1\3\2007 حيث خروجي من عقلي وخيالي إلى الواقع وآمالي وما يعقبها من تفاصيل حتى كتابة هذا المطبوع ومجموع 34 عام من حياتي ككائن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5

مدي يداك للدمعات... خذي من صدري هالعبرات........
أنت ست الآنسات... أنت أحلى الفاتنات... أنت وجدي والهمسات...
أنت دمعي والآهات... أنت الماضي اللي فات... والمستقبل واللي آت... بعون الخالق للنسمات... ربي ورب الكائنات... نجمع شمل الذكريات...تكوني جنبي في السكنات... معايا مينا للوشنات... تفرح أمي والخيات... وأخرى الجدة والعمات... ويجوني أصحابي بالباقات... وكل الجيرة والخالات... ونعلن فرحي على الفضائيات... وتجهش نفسي بالبكيات...ونطوي أحزاني بالصفحات... ونرسم بيك أجمل بسمات
آه يا حبي الأول وجنوني الآخر ووله قلبي سابقا ولاحقا, ألم تفهمي بعد؟
أنت كلي وأنت ظروفي حبي , ولهي , جنوني , تعقلي , همسي, علني , سهري , فلسفتي , فكري , انتظاري , إقدامي , بيتي , عائلتي, ودمعاتي, وكتبي , ورواياتي كلها أنت...؟!!!
إن الحب بلفظه الرنان شديد الوطأ على العين والأذن قبل القلب وبمعناه الراقي هو أجمل وأعظم صدفة يلتقي بها ومعها يعيش الإنسان إن كان من المحظوظين...!
وهو أسمى من أن يقال عنه أنه عبارة عن شعور يسفر عن لقاء ذكر وأنثى بل هو ذلك الشعور بالحياة والأمل وهو المادة الغير ملموسة تغرز في القلب فتزيد من تدفق الدم بعد اتساع الشرايين للحظات فيشعر القلب براحة تطال كل الجسد ثم يترجمها عقل صاحبه كما فهم في تلك اللحظة فسبحان خالق الحب ونازعه وقد يكون معناه الحقيقي لا تستوعبه أسطر أو صفحات أو ربما موسوعات تجمع من كل العقول والأقلام تعريفا به.
بل إن الحب كما عرفت هو لا هوتي المصدر وهو أحد هدايا السماء ومالكها لأهل الأرض لجعله سببا ما لإحداث أمر ما بقدر ما ولاكن ترتيبه وتصنيف أنواعه فهي كثيرة أصلها الحب من طرف واحد ولو بدايةً وهو الذي يجمع بين الروح وبرزخها الذي قدر لها وتنتمي إليه قدرا ومنه أنواع متعددة قد يكون بين شخصين وقد يكون بين العبد ومولاه صاحب الذات العليا وقد يكون بين الشخص وبين أحلام وآمال وطموحات كالاعتقاد أو كالسلطة أو كالمال... المهم...
أننا وصلنا للمعنى الصريح والمدخل الفصيح والتفسير المنطقي لهذا الشعور الأخلاقي للحب بمعناه الشمولي وموضوع هذه الأسطر هو النوع الأول المتعارف عليه وقد يجمع في طياته كل الأنواع حسب حرارة وصدى وثقافة ووعي صاحبه وقلت أساسه أنه من طرف واحد لأن الطرف الثاني لا بد أن يتأثر ويتعاطف مع حالة الأول ولو بتخوف ولتكن الظروف والأقدار هي الراسمة لحال نهاية هذا النوع ويكون الوصال ومدته وظروفه هي الفيصل في سكون أواندثار هذا اللهيب المستعر ويصبح بردا وسلاما أو سرا وإقداما مع الأيام...
فإن كان هذا الحب بالحرارة المحتملة نتيجة للظروف بالفراق والشوق مع القناعة بظروف حصول السيئ من الأقدار في هذه الحالة يصبح هذا النوع مسألة "إستراتيجية الفلسفة وتقصي الحقائق لكل الأمور في عقلانية ذلك الشخص" مع توفر المناخ الثقافي والفكري والاجتماعي المناسب لحقيقة الأقدار مع وجود الشفافية المنطقية لأحوال وإيميلات القدر بحيث يسلم صاحبه بأنه عبارة عن مرحلة الانتقال من حياة البديهية الفطرية إلى حياة الإستيعاب والفهم حسب ذكاء وفطنة هذا الشخص للولوج في مرحلة الإبداع ليصبح سببا وجيها له في الاستغراق والتأمل ليصل بتلك الروح للوقوف على قمة أحاسيس البشر بالثقافة الواسعة والشفافية الفكرية الساطعة والمستنيرة وهذا لن يكون إلا لمن قدر له الله تعالى ذلك وهو من رحمته تعالى بالناس...
أما عدا ذلك فهو عبارة عن كهف مظلم من الحزن واليأس لصاحبه على ما فات ولقد قيل " الجزع على الفائت آفة وعلى المتوقع سخافة والسخط على الأقدار معاتبه للواحد القهار"
لأنه لا وجود للديمومية في هذه الدنيا فكيف يكون وجود الحب رومانسي متكامل الجوانب زمانا ومكانا وقدرا كما يتخيله الشعراء والعاشقين وأصحاب المشاعر الرقيقة والأحلام الوردية فهو بهذا يكون كالكمال فهل الكمال موجوداً في ملكوت الإنسان؟؟
إنما الحقيقة هي رغبة وحرمان فإما رغبة ومنال وينتهي الأمر وإما رغبة وحرمان وهذا هو المقصود حيث يؤدي إلى حقيقة تحليلي إن توافقت الظروف الأخلاقية والفكرية لحقيقة الأمور بالدين والعرف والظروف المحيطة مع ظروف رفقة النسيان والتذكر حسب المستفاد وإلا أدى إلى الشذوذ وإدمان الرذيلة ومن ثم الطغيان الذي مرتعه وخيم كما في حال الزعيم معمر القذافي تماماً...
لأنك إن أخرجت الحب من القلب إلى العقل كان أعظم أما إن أخرجته للجسد فاعلم أن اللذة الجسدية لا تنتهي إلا بانتهاء الصحة بالمرض أو تقدم العمر وهي الحياة الحيوانية كما في المجتمعات الغربية التي تقدس الحرية ولا وجود للحب فيها إلا نادرا لأن الحب عندهم نهايته الجنس وهذا الاعتقاد أصبح يغزو مجتمعاتنا المحافظة ومع تقارب الأيام والانفتاح وسطوع اللذة الجسدية وإحساس الإنسان بالدعه والراحة وكثرة الخيرات فإن ماتت القيم والمبادئ الأخلاقية فسوف يموت الحب ولن تجده إلا في بيئة البسطاء والمحافظين فقط...
إذا الحب المقصود في أسطرنا هذه هو الحب الأول بصدفة القدر الذي جعُل كنقطة محورية من أجل هدف يقدره الله الذي لا نعلم تقديره بالضبط إنما هي اجتهادات منا وآمال فقط مرتكزة على ما وضح تعالى بلسان رسله الكرام وتعاقب الأيام والليالي بتجارب الآخرين وإيماننا بأن صاحب الأقدار تعالى لا يظلم أحد.
لهذا أقول أنه لا حب بالمعنى المرغوب والمفهوم لذوي الأحاسيس المرهفة من حيث تحقق أحلامهم بروح الفانتازيا الدرامية دون اصطدامهم بكوميديا دموية والعيش ببساطة المشاعر وعفوية الرغبة الروحية والجسدية دون ألم بوجود الأمل لا يكون ذلك إلا في بيئة البسطاء المؤمنون بطريقة الرحمن الذي علمها "محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " وأتمها بثلة الأصحاب والأخيار بأقوالهم وأفعالهم وأيامهم وذكراهم وتحليلاتهم الغاية في الصدق والفهم والواقعية لكل شىء , ألا ترىٰ السيرة العطرة وهي تصف الحُب وطُرق تداوله وممارسته بالاعتدال والعقلانية .
<أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون عدو لك يوما ما وابغض عدوك هونا ما عسى أن يكون حبيبا لك يوما ما.
ليؤكد روح التوازن والإعتدال حتى في أدق المشاعر والأحاسيس وهو الحب كما في جميع الأمور كاملة دون تشدد أو افراط أو تفريط أو مداهنة أو شبهات أو اجتهادات تخالف النص ولا يقبلها العقل أو تنتقدها الجماعة لأن الجماعة دوما لا تتفق على باطل ولو كانوا مجانين وهل المجنون يحب أصلا؟
وعدم التعدي على حدود الله وحرماته وحرمات الناس التي هي الأسيجة التي سنها الله لحماية الحياة الطبيعية بين الناس وهو التعريف الأمثل للحرية بحيث تفعل كل شيء وتقول كل شيء في أي وقت دون أن تؤثر أو تسيء للآخرين بأي شيء وإلا سطع حب اللذة الجسدية وتفشت الأمراض بدعوى الحرية والسقوط في براثن الرذيلة والظلم والتعدي وسقوط الأخلاق من موسوعة العقول وشيوع موضة اللذة الجسدية التي لا تنتهي إلا بموته الذي يؤدي إلى وأد رونق الحياة بالأخلاق وموت الحب الذي لم يحرمه الله أو حذر منه بل دعى إليه وحماه وستقوم الساعة لنصرته لإنه هو الحياة وهو العدل وهو الجمال وهو الكمال وهو الله تعالى.........

Pages