المجموعة القصصية "الاشياء الكثيرة المعروفة" - محاولة اولى لفهم ما يحدث، 62 لوحة قصصية تعري الواقع هي حصيلة المجموعة القصصية الأولى للقاص الليبي محمد زيدان، وتعمد إلى استكشاف خبايا بعض التفاصيل اليومية للناس العاديين البسطاء الذين يبحثون عن أوليات وبديهيات ا
You are here
قراءة كتاب الاشياء الكثيرة المعروفة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
(شظايا)
1/
طويلاً جداً ، وذاهلاً ، ظل يحدّق في المرآة.
- أين.. أين..؟!
أغمض عينيه مسنداً رأسه بين كفيه وطفق يسبح في سديمٍ غباري تكتظ في ظلامه مئات الوجوه المتشابهة.. فجأة قفز كالملسوع: أغرب عني!!
2/
اليد التي هشمت المرآة ، لم تستطع إخفاء الابتسامة الساخرة وراء الشظايا..!
3/
آه.. تلك المرايا ، كم تحقد عليك أيها الأعمى!
(فصل رزانـة)
في الباص البطيء.. كانت الخمسمائة كيلو متر المتبقية حافزاً لكليهما لقطع حبال الضجر المشدودة بين رقبتيهما والقرية.. ودون مقدمات ، فاجأه العجوز قائلاً بخبث:
- كنت في العاصمة.. ايش تعمل؟
- سجّلت قيدي بالجامعة..
- و....؟!
دقيقتان فقط ، وانحلت العقدة. صارا يقهقهان ويخبطان يديهما بيدي بعض..
- نرجع مع بعض السفرة الجاية...
أبدى العجوز أراءه في جميلات طرابلس ، وفضح بلا تحفّظ محاولاته اقتناص غزالاتها النطّاطة.. أحرق هو نصف علبة مارلبورو، ونفث كبته في حضرة العجوز بحرية واندفاع. أحس بالارتياح ، وتمنى أن يتحول كل عجائز القرية إلى نموذج متحرر مثل الحاج مندوح..
لاحت لعينيه القرية نائمة في جهلها وانحطاطها... قال للحاج: خلاص.. وصلنا بقعة الخراب..
نطّت رقبة المندوح ترقب الطريق. انقلبت ملامحه ، احتقن وجهه، اتسعت عينـاه ، اسـودّت شفتــاه ، انفتحتا،وانفلت منهما تحذيرصارخ: ارجع ورا.. احترم..عيب.. جيل ما يتحشم ولا يستحي!!