You are here

قراءة كتاب الخواجا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخواجا

الخواجا

"الخواجا" هذه مجموعة من القصص والحكايا والطّرائف اللطيفة التقطتها عينا الكاتبة الشّابة فدى جريس من أفواه الكبار سنّاً من أهل قريتها الجليليّة الجميلة، وأعادت نسيجها بمغزلها العصريّ وهي تحمل القارئ على جناحي غمامة فلسطينيّة إلى سنوات خالية فيها طيبة الناس وس

تقييمك:
3.333335
Average: 3.3 (3 votes)
المؤلف:
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 3

حاول أن يرد عليهما بإجابات سريعة ومقتضبة، علهما يشعرا بضيقه وينصرفا، لكنهما استغرقا في الحديث والضحك حتى اقترب الفجر، وهو يتميز غضباً. عليه الاستيقاظ في السادسة صباحاً! لم يسعفه تثاؤبه ولا الدموع التي غمرت عينيه. وكلما أوشك على إغلاقهما، قام أحد الأخوين بحركة أو صوت لإيقاظه. كانا يتندران وكأنه غير موجود!
لم يجد أمامه سوى حلٍ واحد. بدأ يتظاهر بالنوم... ثم أحنى رأسه إلى الأمام وكأنه قد غفا.
ساد الصمت لبضع ثوان، فرح خلالها وهو مغمض العينين. سيذهبان الآن ويتركانه في سلام!
لكنه سمع صوت سعيد يقول لأخيه: ‘نام كلبك!’
ماذا؟!
استشاط أبو كرم غضباً، لكنه لم يستطع الرد، فسيظهر تمثيله! أبقى عينيه مغمضتين وهو في صدمة. ماذا دهاهما؟!
‘شايف؟’ رد أسعد. ‘تركنا قاعدين ونام.’
‘آه. ما إحنا مش ناس زي هالناس... لما يسافر بيجيب هدايا لكل حمار بالبلد، وإحنا اللي كل السنة نعطيه حليب، ولبنة، وجبنة، ما بيطلعلنا حبة ملبّس. هذا البخيل أبو جلدة!’
‘شو تعمل يا سعيد؟ ما إلنا بالطيب نصيب. قوم قوم نروِّح...’
أغلقا الباب وراءهما ومضيا، وما أن ابتعدا حتى أغرقا في الضحك.
‘عامل حاله نايم إبن الـ...’
***
بعد عودة أبي كرم من سفره، أرسل من يستدعي الأخوين على وجه السرعة.
‘أهلاً بكبيرنا! نوّرت البلد!’
‘يا زلمة البلد مش حلوة بدونك! هيك بتحسها فاضية وكئيبة. مش هيك يا أسعد؟’
‘أكيد يا سعيد. والله أخذنا روحنا فيك يا كبير...’
بينما هما يؤديان طقوس المجاملة، هرول السيد إلى الداخل وعاد ومعه رزمة كبيرة، أعطاها لسعيد قائلاً: ‘أهلاً فيكم حبايبي... تفضلوا!’
‘شو هذا؟’ تساءلا بدهشة.
‘حبايبي، ما في شي محرز... شوية حلويات على شوية مكسرات وهيل، عسل، بهارات وفواكه... حلقوم... تمر... قهوة... شوية بسكوت... والله ما في شي من واجبكم!’
ابتسم الأخَوان. وقال سعيد، بعد صمت: ‘لا يا كبير! هيك رح نزعل منك! إحنا بدنا... غير سلامتك؟!’

Pages