You are here

قراءة كتاب الخواجا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخواجا

الخواجا

"الخواجا" هذه مجموعة من القصص والحكايا والطّرائف اللطيفة التقطتها عينا الكاتبة الشّابة فدى جريس من أفواه الكبار سنّاً من أهل قريتها الجليليّة الجميلة، وأعادت نسيجها بمغزلها العصريّ وهي تحمل القارئ على جناحي غمامة فلسطينيّة إلى سنوات خالية فيها طيبة الناس وس

تقييمك:
3.333335
Average: 3.3 (3 votes)
المؤلف:
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 7

‘أهلاً!’ بدا مستغرباً وكأنه لم يدرك من أين ظهرت فجأة.
‘معلش، بدي أسألك، مش رح تلاقي حل لهذا الموضوع وتريّحنا من هالديك؟’
‘ليش؟’ قال فوراً وبنبرة تحدٍ.
‘لأنه مش عارفين ننام من هذا الأفندي وصياحه عالصبح!’
‘طبعاً رح يصيح الصبح! مش ديك؟!’
‘وأنا شو ذنبي؟ لازم الإزعاج هذا يومياً؟!’
‘يا جارتنا... يعني ما تآخذيني... الواحد بيربّي ديك، دجاجة... شو بدّو يربي...’
‘بتقدر تنقله ع محل أبعد شوي! خلّي راسنا يرتاح!’
نظر إليها وعيناه تتسعان بعدم فهم، ثم احتدم النقاش، واستيقظ زوج كريمة الذي كعادته لم يشارك في الحديث أو يمدّها بأي دعم. فقفلت عائدة إلى البيت وصاحت به: ‘طبعاً! طبيعي الجيران رح يقلّوا أدبهم عليّ! ما هو ما في زلمة بالبيت يرفع صوته!’
‘كريمة، شو بدنا نعمل؟ هذول جيراننا. نتقاتل معهم ونخلّي الناس تحكي علينا؟’
‘شو طايلني من الناس؟! الناس عم تريّحني وتخليني أنام؟ بس أنت شو هامّك؟ ما أنت بتنام وشخيرك واصل للسما!’
ضاقت بالحديث الذي ليس منه طائل. عليها البدء بأعمال البيت، فهو بحاجة إلى تنظيف وترتيب. احتست القهوة وبدأت هي وبناتها في العمل. فجأة تحول المكان إلى خلية نحل. شبابيك تُنظّف، وأغطية تُفكّ لغسل الصوف بداخلها، ومرتبات تُحمل خارجاً للتهوئة، وخزائن تُرتّب، والمياه والصابون في كل مكان.
‘بدّي البيت يضوي!’ هدرت كريمة محذرة، فامتثلت الفتيات للأمر، خاصة أن أمهن كانت معكرة المزاج فلم تشأن استفزازها.
‘مالها؟’ همست إحداهن للأخرى وهي تدعك زجاج نافذة.
‘ما باعرف. يمكن مقهورة من الديوك. امبارح بالليل كانت تعبانة وقالت بدها تنام متأخر اليوم. بس لما قمت الصبح لقيتها قاعدة مكشّرة في المطبخ، وبعدين تقاتلت مع أبو عصام.’
قطع حديثهن قدوم كريمة وهي تحمل أواني وأطباقاً. ‘خلّصوني! لسّه في غرف النوم!’

Pages