قراءة كتاب القرآن وقيمته عند الله

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القرآن وقيمته عند الله

القرآن وقيمته عند الله

القرآن الكريم كتاب جمع الله تعالى فيه كل شيء، وما أنزل الله تعالى كتاباً فيه مكرمة أو منقبة أو فضيلة إلا وسجلها في هذا الكتاب.

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

تأثير قرآني آخر :

وهاك تأثيرا تستدل به على عظمة هذا الكتاب مرويا عن مولانا الشيخ المرحوم آدم عبد الله الإلوري : =. . . يحكي من أن سلطانا كافرا من سلاطين نيجيريا الأقدمين ، وكان يؤمن بقدرة السحرة والكهنة على كل شيء ، وجاء علماء الإسلام وقالوا : إن القدرة لله جميعا فأراد هذا السلطان أن يعلم أي الحزبين أصدق قيلا وأقوى سبيلا+.
فجمع السحرة والعلماء في قصره ذات يوم لامتحانهم واختبارهم ووعد الفائزين خيرا وأوعد الخائبين شرا .
امتحنهم في أمرين أولهما إدراك ما في الغيب وثانيهما إنزال المطر في الحال ، طلب إنجاز كل ذلك يوما تلو يوم آخر في الموعد المحدد لكل دين ليظهر المحق والمبطل ، وفي أول يوم طلب إليهم إنزال المطر وحدّد لكل من الكهنة والسحرة ساعات ، ومن العلماء الدعاة ساعات معدودة في ذلك اليوم .
فتقدم السحرة وتلوا عزائمهم وحركوا حبالهم ونفثوا فيها وجمعوا حطبا سحريا وأضرموا فيها نارا وتصاعد الحريق والبخار إلى السماء ثم انتظروا أن تمطر السماء ساعات ولم تمطر حتى قنطوا .
فجاء دور العلماء وطلبوا من السلطان أن يمهلهم حتى يرجعوا من مصلاهم فقال لهم : افعلواما تشاؤون ، فقام العلماء وتوجهوا إلى المصلى لصلاة الاستسقاء وصلوها ودعوا هناك ثم رجعوا وقد قلبوا ملابسهم وتوجهوا إلى دار السلطان وهم ينشدون .
وقولنا الإسلام لا نهدمنه ولا تخذنا ياربنا اليوم والغدا
وما كادوا يفعلون حتى أمطرت السماء عليهم مدراراً سحابة اليوم حتى الليل ، قال السلطان : هذا اليوم لكم وبقي الغد .
وفي اليوم التالي خبأ السلطان بقرة بيضاء في غرفة مظلمة وأغلق عليها الأبواب والنوافذ ، ثم أحضر الفريقين وقال لهما أيكم يخبرني بما في هذه الغرفة ما هو ؟ ما لونه ؟
فتقدم رئيس الكهنة فقال : إن فيها حيوانا ذا قرنين طويلين وذنبا طويلا ولونا أبيض . ثم أقبل على العلماء وسألهم ما تقولون أنتم ؟ فتحير العلماء فيما يقولون ولما استيئسوا خلصوا نجيا وسألوا من يعرف الخط في الرمل من العلماء أن يضرب خطه ففعل ووجد مثل ما قال الكهنة وأرادوا أن يخالفوا المشركين .
ثم بحثوا ونظروا إلى أن اتفقوا على أن يقولوا إن في الغرفة حيوانا أسود ميتا ، فضحك السلطان هزوا فأوجس العلماء في أنفسهم خيفة من الأمر فطلبوا من السلطان أن يمهلهم ساعة فأجابهم فقاموا يسألون الله يصلون ويقرأون القرآن ويدعون ولما أتموا أعادوا الضرب في الخط فكان الجواب كالأول ولكن أوضح من الأول حيث قالوا إن في الغرفة بقرة سوداء ميتة ، ومن ثم أمر السلطان بفتح الغرفة وإحضار ما فيها ففتحوا فإذا بها بقرة سوداء ميتة كما قال العلماء . وقد أكرمهم الله بموت البقرة وتغيّر لونها من البياض إلى السواد . ومن هنا صدق السلطان العلماء ، فأسلم وجهه لله (4)+.
انظر أيها القارئ هذا التأثير القرآني وكيف تتجلى قيمته في الناس بعد قصة لديغ الثعبان وصاحب السلطان المتأثران بهذا الكتاب العظيم .
إلا أن هذا كله ـ في نظر مجموعة من العلماء ـ لا يكفي دليلاً على عظمة القرآن الكريم ومكانته ، لأنه لا يُرجى بعد وقوع التأثير القرآني إلا أحد أمرين اثنين .
الأول : إما أن يدخل الإيمان في قلب المتأثر بالقرآن فيتسبب هذا الإيمان دخوله إلى رحمة الله سبحانه .
الثاني : وإما الكفران بهذا الكتاب فيجني هذا الكفر لصاحبه النقمة والعذاب الشديد ، والقرآن أكرم وأعظم قيمة من أن يكون أداة للتعذيب أو التخريب . قال تعالى : ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا )(النساء:147).
واقرأ معي الحديث النبوي الشريف : جاء في الحديث الصحيح الذي رواه لنا عبد الله بن عطاء عن جدته أم عطاء مولاة الزبير قالت : سمعت الزبير بن العوام يقول : قالت قريش للنبي * : تزعم أنك نبي يوحى إليك ، وإن سليمان سخر له الريح ، وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيى الموتى فادع الله تعالى أن يسير عنا الجبال ويفجر الأرض أنهارا فنتخذها محارث ومزارع ونأكل . والا فادع أن يحيى موتانا فنكلمهم ويكلمونا ، وإلا فادع الله تعالى أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها ، وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم ، فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سرى عنه قال : =والذي نفسي بيده ، لقد أعطاني ما سألتم ، ولو شئت فكان ، ولكنه خيّرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لانفسكم ، فتضلوا عن باب الرحمة فاخترت باب الرحمة .
فالقرآن إذن أبعد من أن يكون كتاب تأثير فقط وانما هناك مهمات أخر ينبغي أن ينشغل بها الانسان قبل فوات الأوان ، قال تعالي : ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) (الإسراء:9) .

Pages