(لأن عمار اشبيليو هو من أرسل هذه الرواية كاملة إلى بريدي الالكتروني jabiri [email protected] ولأنه كما اعترف بنفسه - نقلها عن، راوٍ آخر من إسلافه عاش قبل أكثر من أربعة قرون، واسمه عمار - أشبيليو أيضاً، ولأن عمار اشبيليو الأول ذا
قراءة كتاب مخيم المواركة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
أحمـد رودميـرو
... بودي أن أتحدث لك أيضا عن الدكتور رودميرو، أحمد رودميرو، شخصية جذابة، ستعجبك كثيرا، إسباني كاثوليكي، تعرف على الإسلام منذ عشرين عاما، ثم أسلم، في الأصل كان من سلامنكا القريبة من البرتغال، لكن أصوله موريسكية، على ما أظن من إشبيلية، جنوب الأندلس ...
قالت له أمه حين رأته يقوم بحركات غريبة كأنها رأتها من قبل: أمادو ماذا تفعل؟ وكان هذا اسمه الإسباني.
- أصلي ماما، أصلي المغرب. تحدث لها من قبل عن عودته لدين الموريسكيين، قال أموراً كثيرة لم تفهم أغلبها، لكنها تحب أمادو، ابنها الوحيد، والحركات التي رأته يؤديها ظنّتها أوّل الأمر نوعا من الرياضة، لكن نقاط ضوء صغيرة تلامعت في ذاكرتها من بعيد فسألته: أمادو ماذا تفعل؟..
ثم قال لها: ماما أرجوك سميني أحمد وليس أمادو، بليس ماما.
- أوه أمادو.. كنت وأنا صغيرة متعلقة بجدك، أحبّه جدا أمادو، ولم أكن أفارقه، حتى إنّني كنت أترك أبي ليلاً لأنام في حضنه وأعبث بلحيته البيضاء المشذبة، كنت أتبعه أينما ذهب، ولم يكن ذاك يضايقه إلا عندما ينزل إلى القبو، كان يتخلص مني برفق ويغلق الباب خلفه، لكني إذا عرفت أنّه في القبو، لم أكن أفارق الباب وكنت أبذل جهدي لأقف على أطراف أصابعي كي أراه من شق المفتاح، وحين نجحت لأول مرة، رأيته وسط الشق الصغير تماما، رجل كبير كجدي في شق المفتاح الصغير، حير هذا الأمر عقلي آنذاك، وما حيرني أيضا الحركات الغريبة التي كان يؤديها وعيناه دامعتان، أمادو ما كان جدك يقوم به من قيام وانحناء وقعود، يشبه ما فعلته قبل قليل، كان يلصق جبهته بالأرض أيضا، ويبكي، يا إلهي هذا يعني أنّه كان يصلي المغرب أيضا.
- صديقي هذا ما حكاه لي الدكتور رودميرو نفسه، شخص لطيف أتمنى لقاءك به، يبدع الشعر والقصص وعازف كيتار، كان مولعا بالموسيقى أكثر، ومولعا بالتجريب في الأدب أيضا والبحث الدائم عن الجدة والغرابة في مؤلفاته، حتى قاده اهتمامه بالموشحات الأندلسية إلى أقصى أعماقه، أقصى أعماق القلب كما يعبر أحمد رودميرو نفسه، حيث كان الإسلام مختبئا وخائفا من محاكم التفتيش، الحكاية طويلة صديقي، سأمدك بالمزيد، أعرف أنك متعطش، المهم أنّه أسلم مذ ذاك، أشهر إسلامه وحج إلى مكة المكرمة.
سنلتقي غدا بإذن الله، أعترف أني كسول في الكتابة من قبل والآن كسول في الطباعة أيضا، لذا سأختصر، ولولا أني أحبك أيّها الموريسكي الذي لم أره، لما أتعبت نفسي، أنت تثير محبتي، إلى لقاء آخر، عبر النت طبعا، وأعتذر عن كسلي.