"مذكَّرات بلغارية: (حديث رحلة إلى بلغاريا في مايو/ أيار 1973)" يشتمل على يوميّات ورسائل هذه الرحلة التي كانت بدعوة من "جمعيّة الصّداقة والثّقافة البلغارية".
You are here
قراءة كتاب مذكّرات بلغارية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
مناظر جميلة جداً، وددت لو احتويتها كلها في قلبي، وحملتها معي إلى بلدي الخالي من أمثالها، وزرعتها هناك في كل حي، لكي أرى مواطني يخرجون في الأصائل والأصباح، يتمشكحون فيها، ويلعب أولادهم فيها أمام أعينهم آمنين، كما يلعب أطفال صوفيا، وكل مدينة غربية أخرى، أمام أعين آبائهم وأمهاتهم آمنين وادعين، لا يخشون التعرض لسيارة، ولا لجحش في الشوارع، كما يتعرض أطفال بلدي.
هذه الحدائق الواسعة، التي يدعونها هنا "المتنزه الوطني"، كدت أحسب معها مدينة صوفيا كلها متنزهاً وطنياً واحداً، أو حديقة عامة واحدة. كذلك بدت لي وأنا أسير في أنحائها المترامية فلا أصل منها إلى غاية، رغم الساعتين والنصف اللتين قطعتهما وأنا أسير فيها مع مرافقي الشاب البلغاري الطيب، غيورغي يوردانوف.
"يوردانوف"؟ لماذا اختاروا لي مرافقاً بهذا الاسم؟ أكان ذلك تحية منهم لبلدي "الأردن"؟ لعلها كذلك، بل أجاد أجزم أن الاختيار مقصود: (فيوردانوف) تعني (ابن الأردن). فما أطيب التحية، وما أكرم أهلها! واسم يوردانوف (للذكور) ويوردانوفا (للإناث) كثير الشيوع هنا.
وغيورغي يوردانوف طالب في السنة الثانية في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة صوفيا. وقد أجيز مدة أسبوعين لمرافقتي. ومتى انتهت الإجازة اعتبرتها له الجامعة "فترة دراسة عملية".. ومنحته عليها إعفاء من الدروس التي خسرها. كذلك قال لي غيورغي: لقد بقي له عامان آخران ثم يتخرج من الجامعة.
غيورغي، أو جورج، يوردانوف وحكاية دراسته الجامعية أنسياني ما كنت فيه.
لقد وصلت إلى صوفيا بطائرة (بلقان) البلغارية، من دمشق، الساعة الثانية عشرة والنصف بعد الظهر. وفي المطار لقيت في انتظاري سيدة شقراء وفتى جميل الطلعة.
وسألتني السيدة وأنا أقف لإنهاء معاملتي لدى أمن المطار: "السيد عيسى الناعوري؟" فقلت: "نعم". فابتسمت وقالت: "نحن في انتظارك".