تعرض الكاتبة فتحية النمر في روايتها "مكتوب" تجربة حساسة لسيدة متزوجة تعرضت لضغوطات اجتماعية قاسية في الفترة المبكرة من حياتها، فتصيبها أزمة نفسية ترافقها لمدة طويلة فيما بعد. في التجربة، تلفتنا إلى الجانب النفسي الذي نحتاج مراعاته ورعايته في المرأة، حيث أنه
You are here
قراءة كتاب مكتوب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
- نعم هو، قضى سالم في تلك البلاد حوالي ست سنوات، وقد حان وقت تخرجه بعد طول معااااااناة.
- ولم المعاناة؟ ومم؟
- سالم ابني كان من المقرر أن يتخرج قبل عام من اليوم، لكن تخرجه وللأسف الشديد، قد تأخر لسنة كاملة، هذه السنة إذا أكرمه الله وأعانه الحظ، سيكون من بين الخريجين.
- ما هذا مريم؟ تقولين تأخر عاما كاملا؟ والسنة أيضا إذا وإذا، ما المشكلة؟
- بداية وقبل حوالي ستة أعوام اختار دراسة طب الأسنان.
تتابع كلامها بشيء من التهكم والسخرية: ولكن ولأسباب طارئة لم تكن بالحسبان، اضطر لتغيير مساره إلى أحد التخصصات النظرية.
- رغم أسفي الشديد لما أصابه من التأخير الذي تقولين، لكن هذه مسألة وما سأقوله مسألة أخرى، فماذا يعني كلامك مريم؟ أتستهينين بالدراسات النظرية؟ أتعنين بأنها غير مهمة؟ أو لم نعد بحاجة إليها؟
- بالضبط هذا ما أعنيه وعنيته.
- إذن وكنتيجة لما تقولينه، فالبلاد يجب أن تكون بأسرها أطباء ومهندسين؟
- نعم.
- ما السبب أيها المنظر العظيم؟
- السبب، أن الفائدة والمستقبل المشرق هما فقط للتخصصات العملية، فكل الوظائف المرتفعة الأجور هي للتخصصات العملية.
- أنت واهمة مريم، هناك أطباء بأجور منخفضة كثيراً، مقارنة بأصحاب الدراسات الأخرى التي تستهينين بها.
ليلى تواصل: المسألة في رأيي، ليست بنوع التخصص، بل بأمور أخرى، لكن ما الذي جرى لسالم؟
- آاااه ياسالم كم أنت مسكين يا ولدي! فكم كانت تلك السنوات والأعوام، مصدر قلق ومعاناة بالنسبة إليه بالنسبة إليَّ أنا أمه.
ليلى بأسف وتعاطف: يتوهم بعضهم أن الدراسة بالخارج أمر سهل.
مريم: بل ربما عَدّوه حظاً عظيما لن يؤتاه غير المدعو لهم من قبل المخلصين دعاءً حسناً في ظهر الغيب، غير أنه في الحقيقة قد لا يكون، بل قد يكون العكس تماماً، هو صعب بل غاية في الصعوبة، هو أمر تكتنفه مشاكل كثيرة قد لا يستطيع البعض تطويقها ومواجتها بنجاح.
ليلى: هذه فكرتي أنا أيضاً عن السفر والدراسة في بلاد غريبة.
مريم: قناعتي تختلف، ربما بدت مختلفة تماماً، أنا أؤيدك أن الدراسة بالخارج أمرٌ ليس سهلاً، لكنني أعتبر الأمر في حقيقته، مطلبا وواجبا لكل من أوتيَ شيئاً من العقل والحكمة، فالدراسة بالخارج أفضل منها في البلاد.
ليلى تعود محدثة إبراهيم: أخبرتني مريم قبل الرحلة بحوالي شهر، في شهر مايو تحديداً.